كم كان مثيراً للدهشة والاشمئزاز، التصريح الاستعراضي الذي تفوه به رئيس النظام الاستعماري الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث زعم في آخر تغريدة له أنه سيبقى إلى جانب الشعب السوري، وسيؤمن للسوريين حاجاتهم الإنسانية، وإيجاد حلّ سياسي للأزمة على حد ادعائه.
اللافت هنا أن ماكرون قال ذلك كله لكن دون أن يخبرنا كيف، ومن هم السوريون الذي سيقف إلى جانبهم، هو يقصد بطبيعة الأحوال الإرهابيين المرتزقة الذين لم يكف يوماً عن دعمهم، وهو من دون أن يدري يناقض نفسه بنفسه، بل يفضح بشكل أو بآخر الوجه الحقيقي لسياسات حكومته العدائية تجاه الدولة السورية بكل مكوناتها، ومقومات صمودها.
يحاول القابع في الإليزيه أن يجمل صورته المشروخة أمام الرأي العام الدولي، وأن يقدم نفسه زوراً وافتراء بأنه إلى جانب السوريين، وسيدعمهم حتى تنتهي معاناتهم، ولكن ما نسيه، أو تعامى عنه قاصداً، ومتعمداً، أن معاناة السوريين تنتهي فقط عندما تتوقف بلاده إلى جانب الدول الأوروبية عن دعم الإرهاب، ويتجاهل أيضاً أن السوريين يدركون تماماً أن الأفعى الاستعمارية الفرنسية، وصاحبة الباع الطويل، واليد الطولى في نظرية المقصلة، وقطع الرؤوس، واستعمار الشعوب، ونهب ثرواتها، واستعباد أهلها، لا يمكن أن تقدم السلام والحلول السياسية لأحد، كما أنها محال أن تنفث عسلاً.
المؤكد لنا جميعاً أن الشعب السوري ليس بحاجة إلى ماكرون، وهو قاتل للسوريين لا يقل عن الأميركي، أو الصهيوني، أو البريطاني، أو العثماني الجديد في دونيته وعدوانيته ودمويته، من حيث ما يقدمه من دعم منقطع النظير للإرهابيين، ومساعدات تحت شعارات إنسانية زائفة، وتحويلات مالية، ورواتب للتكفيريين وعوائلهم، ولم تزل بلاده شريكاً أساسياً في الحرب الإرهابية المفروضة على السوريين.
الأجدى لماكرون بحال أراد تبييض صفحة حكومة بلاده السوداء، التوقف وعلى الفور عن تقديم كل أشكال الدعم والتسهيلات للإرهابيين، والتنصل من سياسة فرض الحظر والعقوبات القسرية الجائرة أحادية الجانب على سورية، وليس التهليل والتصفيق، وتبادل النخوب لمستنسخات “قيصر” الذي يستهدف السوريين في قوت يومهم، ودواء كبارهم، ومسنيهم، وحليب رضعهم، والأجدى به أيضاً الاستجابة لدعوات الدولة السورية لمعاقبة الدول التي تسلح وتمول وتدرب وتسهل نقل الإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية، ولكنه أكثر عجزاً من الاستماع لتلك الدعوات، لأن بلاده على رأس الدول المصدرة والداعمة للإرهاب.
السوريون ليسوا بوارد ما قاله ماكرون، فالمكتوب الفرنسي العدواني قد قرئ من عنوانه، ومنذ أمد بعيد، أما الحل فكان وسيبقى سورياً بامتياز، ونصرنا حتمي بهمة جنودنا البواسل، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.
حدث وتعليق- ريم صالح