الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
حلقات الإجرام الإرهابي التي طالت سورية خلال الحرب عليها كثيرة ومتعددة لا تعد ولا تحصى، وتشير في غالبيتها العظمى لقرار صهيو- أميركي بتدمير سورية من خلال نسف وضرب مقومات وجودها وعيشها وقوتها على الصعيد الاقتصادي، فلطالما تميزت سورية عن كثير من دول المنطقة والعالم باكتفائها الذاتي.
من هنا كانت الأدوار الإرهابية التي ينتهجها ويمارسها حلف العدوان برمتها تلتقي كلها عند رغبة المشغل الأميركي لتنفيذ أوامره بضرب الاقتصاد السوري في محاولة بائسة لزجه ضمن حلقة الدول التابعة للقرار الصهيو أميركي في المنطقة.
الإخواني أردوغان وإرهابيوه شكلوا المحور الرئيسي لتلك الأعمال الإرهابية من خلال العمل ليل نهار على سرقة المقدرات السورية، وتفكيك المعامل والمصانع، حيث تعرض قطاع الإنتاج بمختلف أنواعه خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، إلى حملة ممنهجة من التخريب.
ممارسات اللصوصية بدأها أردوغان وإرهابيوه في حلب، حيث قاموا بتفكيك المعامل والمصانع ونهبها ونقلها وتهريبها إلى داخل الأراضي التركية، لتأتي في مرحلة لاحقة مجموعات إرهابية أخرى كتنظيم داعش لتكمل تدميرها وتخريبها.
وللتفصيل أكثر فقد قامت التنظيمات الإرهابية بغزو المناطق الصناعية داخل مدينة حلب وفي منطقة الشيخ نجار شمال حلب، حيث نهبت وسرقت آلاف المعامل الكبيرة والمتوسطة وسطت على مخزوناتها من السلع المصنعة والمواد الأولية، فيما الآلات تم سرقتها وتهريبها إلى الأراضي التركية، ليكون المشهد غاية في الألم للسوريين الذين يشاهدون منشآت بلدهم الصناعية مفككة ومحمولة على شاحنات في طريقها إلى تركيا، وكله تحت حماية الاستخبارات وجيش النظام التركي.
إضافة إلى ذلك قام تنظيم “داعش” الإرهابي بتدمير العديد من المعامل بيده بعد أن فكك آلاتها وباعها خردة كما قام طيران “التحالف” غير المشروع الذي تقوده الولايات المتحدة بقصف المعامل، كما قام “داعش” بتفجير معمل للغاز في جنوب المنطقة الوسطى لريف حمص الشرقي، بقذائف صاروخية أدت إلى نشوب حريق هائل في المعمل وتوقفه عن الإنتاج.
وفي دير الزور فكك تنظيم “داعش” الإرهابي معمل الغزل بشكل كامل وباعه إلى تجار الأزمات، كما قام بعملية أخرى أيضاً وهي تفكيك معمل ورق دير الزور الذي تعرض في السابق من قبل مجموعات إرهابية أخرى للسرقة والحرق.
وفي مدينة عين العرب سيطر تنظيم “داعش” الإرهابي على معمل الإسمنت وأحرق أجزاء منه وفيما بعد فكك معدات المعمل ونقلها إلى الرقة، كما قامت مجموعات إرهابية منذ فترة ليست ببعيدة بتفكيك وسرقة وتخريب جسر “بداما” للسكك الحديدية بجنوب غرب محافظة إدلب، ونقلت المجموعات الإرهابية ما سرقته إلى ورشاتها ومعاملها، واستخرجت كميات كبيرة من الحديد المستخدم في بناء الجسر، إضافة إلى حديد السكة الحديدية كاملاً.