الثورة أون لاين – منذر عيد:
مع بزوغ شمس غد، تطفئ مدينة عفرين الشمعة الثالثة لذكرى تدنيس ترابها من قبل الاحتلال التركي، حيث دخلتها في الثامن عشر من شهر آذار 2018 جحافل الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية الموالية لها، حيث أطلق على ذاك اليوم “يوم الجراد”، لما قام به الاحتلال والإرهابيون من أعمال نهب وسرقة وتدمير، وحرق وقتل في المدينة، ما تسبب بتشريد أكثر من 205 ألاف من سكان المنطقة ونزوحهم إلى بلدتي نبل والزهراء ومناطق حلب الآمنة والخاضعة لسيطرة الدولة السورية، وليعمل النظام التركي منذ ذاك الوقت على سياسة التتريك، وسرقة تاريخ ألاف السنين، وطمس حقيقة ومعالم المدينة.
لقد تعمد الاحتلال التركي ومنذ اليوم الأول لاحتلاله المنطقة إلى تدمير البنى التحتية ومنشآت ومعامل المدينة، من مشفى ومراكز طبية ومنشأة دواجن ومنشأة مواش ومدارس وجوامع ومبان إدارية وأفران ومحطات مياه الشرب والري ومنشآت سد ميدانكي ومعاصر للزيتون، وتعرض قسمٌ كبير منها إلى التخريب المتعمد والسرقات، مثل شبكتي الهاتف الأرضي والتغذية الكهربائية.
وقد عمل النظام التركي، وبشكل مباشر أو عبر مرتزقته الإرهابيين على تغيير ديموغرافي للمنطقة من خلال تهجير ألاف المدنيين من سكان المنطقة، عن منازلهم وأراضيهم، واستقدام مستوطنين لآلاف العائلات من مرتزقتهم الإرهابيين الفارين من ريفي دمشق وحمص، حيث بات البعض منهم يستملك اوراقا ثبوتية مزورة تقول إنهم ينحدرون من المنطقة.
لم يقتصر إجرام النظام التركي على سلب المواطنين الأصليين مساكنهم فقط، بل عمل إلى تحويل المدارس لتعليم اللغة التركية بدلا من اللغة العربية، إضافة إلى تغيير أسماء الساحات والشوارع في المدينة، إلى أسماء تركية.
لقد استباح الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية الموالية له، كل شيء في عفرين، من شجر وحجر، فعمدوا إلى سرقة أثار المنطقة،ونبش العديد من التلال الأثرية، وسرقة محتوياتها وتهريبها إلى تركيا، حيث يتباهى النظام التركي، بعرض الآثار المسروقة في متاحفه، إضافة إلى استهدف الاحتلال التركي خلال عدوانه على المنطقة مواقع أثرية عديدة بالقصف الثقيل مثل (تل عين دارا الأثري، نبي هوري، تقلكه، مارمارون) وأوقع فيها أضرار جسيمة لتختفي معها معالم تاريخية عمرها ألاف السنين.
إجرام النظام التركي طال حتى الشجر حيث وثقت جهات محلية في المنطقة قيام الاحتلال التركي ومرتزقته قطع أكثر من مليون و225 ألف شجرة، منها 700 ألف أشجار غابات و625 ألفاً اشجارا مثمرة تشمل أشجار الزيتون واللوز والرمان ولا يقل أعمارها وخاصة أشجار الزيتون عن 100 عام ، إضافة إلى حرقهم آلاف الهكتارات من الأراضي والغابات.
تاريخ طويل وأسود للاحتلال التركي في عفرين وقراها عبر 3 سنين من الاحتلال، سعت خلالها إلى تتريك المنطقة، وتغيير معالمها الجغرافية والسكانية، متناسية أن الحق لابد وأن يعود إلى أصحابه مهما طال الزمن، وتكبر الغزاة، ولهم في أسلافهم العثمانيين وطغاتهم أمثال “جمال باشا السفاح” عبرة.