الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
سنوات عشر مرت على سورية ثقيلة متثاقلة عندما طالتها يد الإرهاب بزحفها الشيطاني في محاولة لتدمير حضارة وطن وإنسانية الإنسان، أدواتها وأهدافها القتل والتدمير والتهجير والفوضى لإيقاف الحال.
حرب استهدفت الشباب وعقولهم كونهم مستقبل أي بلد ونصف حاضره وهم الثروة الأساسية ودرع الوطن لذا كان غسل عقول فئة منهم وتجنيدهم وشراؤهم بالمال بداية حرب الشوارع والفوضى التي زرعتها قوى خارجية في ضعاف النفوس عندما لعبوا على وتر الحريات الوهمية والدين ولكن في الطرف الآخر كان هناك شباب واع مؤمن بقضية بلده حريص على كل شبر من ترابه، إنهم جنود الجيش العربي السوري سياج الوطن وصمام أمانه تحدوا الموت في سبيل بقاء الوطن حراً فبقاء الوطن يضمن بقاء أبنائه.
كلنا يذكر ولن ينسى ما حصل في السنوات العشر الماضية وكم من أسرة فقدت أبناءها واستقرارها ومسكنها ولكن تلك المتاهة التي رسموها هدفها ضياع المجتمع السوري فشلت وسقطت أمام تضحيات الشباب الواعي وأزهرت دماء الشهداء ودموع الأمهات في أرض الوطن انتصارات ليبقى علم الوطن شامخاً يرفرف فوق كل شبر من ترابه.
قذائف حقدهم ورصاصات غلّهم باءت بالفشل. لعل الكتابة اليوم فيما كان، تجدد الحزن في نفوسنا ولكن لا مكان لليأس لأن لا يأس مع الحياة والإرادة.
هي حرب تندرج تحت مسمى حرب الجيل الرابع تركت ندوبها وآثارها فارتدادات الزلازل أصعب من الزلزال نفسه، ندباتها وارتداداتها تظهر اليوم في حالتنا الاقتصادية ولكن الأهم والتحدي أننا حافظنا على الرابط الاجتماعي وجيل الشباب ويظهر هذا في تربية الأبناء على حب الوطن وقبول التحدي للنهوض من جديد وضخ دماء جديدة محبة للوطن واعية لمخاطر تحدق به وعدو يتربص بخيراته.
عنف وتخريب وغسل عقول وتجنيد أفراد وجماعات لتنفيذ أعمال إرهابية قذرة هدفها الإحباط والتدمير بكل أشكاله هي من صفات حرب الجيل الرابع التي من ضمن أهدافها إشعال الفوضى في الدول المستهدفة لتتحول إلى دولة فاشلة يسهل زعزعة استقرارها ولا يمكن إشعالها إلا باستخدام وكلاء محليين وترتيب قوى خارجية معتمدة على جهل المنظمة الإرهابية بهدف تلك الجهات تخدم رغباتها وتكون أداة تنفيذ تتمثل في وجود قاعدة إرهابية متعددة الجنسيات داخل الدولة المستهدفة تمارس حرب العصابات الهدف منها محاربة البلد بالسلاح أولاً والقتل وسفك الدماء وتدمير البشر والحجر وبنيان الوطن لتأتي بعدها حرب من نوع آخر تتمثل في حصار اقتصادي وعقوبات تطال لقمة شعب وحياة أسر اختارت الوطن ودافعت عن وجوده وكيانه والهدف إحباط تلك الروح العالية وتقزيم التضحيات مستخدمة لهذا مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار الكاذبة وضخ معلومات لإثارة البلبلة والتدمير النفسي وفقد الثقة بين المواطن ومؤسساته، وهنا لا بد من الاستمرار في التوعية كي لا نخسر حرباً انتصرنا فيها على الجانب المسلح بكل أشكاله واليوم أمام التحدي من نوع آخر نعتمد فيه على وعي الشباب خاصة الناشطين منهم على مواقع التواصل الاجتماعي هنا يبرز دورهم في التصدي لحرب الجيل الرابع في وجهها الآخر وزيف أخبارها ومهما طالت أزمات الحروب أمام الإرادة سوف تسقط أقنعتها وستارها الأسود ليشرق يوم جديد، التعويل اليوم على فئة الشباب كل من مكانه لإعادة إعمار ما طاله إرهابهم، بالوعي والتوعية وفهم اللعبة نهزم جهلهم بما حاولوا زرعه في بنيان الأسرة قبل الوطن.