الثورة – علا علي محمد:
يتفرد العلاج الحقيقي والمهني لاختصاص تقويم العظام اليدوي في الجمهورية العربية السورية بالاختصاصي محمد قاسم يوسف، الذي يُعدّ الاختصاصي الوحيد المجاز والممارس له بشكله الحقيقي والأكاديمي.
وهو من بين الـ 54 مختصاً بهذا التخصص على مستوى الوطن العربي كاملاً. حيث أن وجود متخصص بهذه الدقة والخبرة يفتح آفاقاً جديدة للمرضى الباحثين عن حلول جذرية لمشاكلهم العظمية والمفصلية والميكانيكية المزمنة.
(الثورة) التقت الاختصاصي أ. محمد قاسم يوسف حيث قدم لنا لمحة عن هذا الاختصاص وأوضح قائلاً: في خضمّ التطور الطبي، يبرز اختصاص تقويم العظام اليدوي (Manual Osteopathy) كمنهج علاجي عميق وفلسفة متكاملة تنظر إلى الجسد كوحدة مترابطة إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، ويرتكز هذا الاختصاص على دقة التشخيص ودقة العلاج اليدوي التقويمي لاستعادة التوازن الهيكلي والوظيفي للجهاز العضلي الهيكلي (Musculoskeletal System) دون أي تدخل جراحي… فهو يُعد طريقاً نحو الشفاء، يمرّ عبر إزالة العوائق الميكانيكية التي تعوق قدرة الجسم الفطرية على الشفاء الذاتي (Self-Healing). وأضاف أ (يوسف) أن تقويم العظام اليدوي هو تخصص غير جراحي يهدف إلى تشخيص وعلاج الخلل الوظيفي في الأنسجة الرخوة والمفاصل، يشمل العلاج تقنيات يدوية عميقة تركز على استعادة حركة المفاصل (Joint Mobility)، وتحسين الدورة الدموية والجريان اللمفاوي، وتخفيف التوتر في الأنسجة، مما يصحح الاختلالات الوضعية.
وعن العلاقة بين هذا الاختصاص وعلم الكايروبراكتيك أوضح يوسف أنه من الضروري التمييز بين هذا الاختصاص وعلم الكايروبراكتيك (Chiropractic)، فبينما يركز الكايروبراكتيك بشكل رئيس على العمود الفقري وعملية الضبط الفقري (Spinal Adjustment)، بالتقنية الاسترخائية فقط والتي غالباً ما تندرج تحت اختصاص العلاج الفيزيائي (Physiotherapy)؛ بينما يعتمد تقويم العظام اليدوي منهجاً أكثر شمولية (Holistic)، ويستخدم مجموعة واسعة من التقنيات اللطيفة والعميقة لمعالجة جميع أنظمة الجسم، بما في ذلك الأنسجة الضامة واللفافة العضلية (Myofascial Release)، وليس فقط محاذاة الفقرات.

وعن الأسلوبية المتبعة في التشخيص والعلاج بكونها أكاديمية وموجهة بالكامل قال الأستاذ يوسف: إن التشخيص يبدأ بـ اللمس اليدوي الأكاديمي (Palpation) لتقييم أدق التغيرات النسيجية ويُعزز هذا بتقييم عميق للجهاز العصبي الحراري باستخدام جهاز النيرفوسكوب (Nervoscope) لتحديد مناطق الضغط العصبي الدقيق…أما العلاج فهو يدوي بالكامل (Fully Manual)، ويُطبق بتقنيات مدروسة وعميقة تُعرف باسم الأسلوب التسعوي الأبعاد (9D Technique)، هذا الأسلوب يشير إلى شمولية وتركيز العلاج على تسعة مستويات تشريحية ووظيفية للجسم لضمان نتائج مستدامة… ولتسهيل عملية التقويم اليدوي قد تُستخدم بعض الأجهزة المرخية للعضلات المحيطة بشكل محدود لتخفيف التوتر العميق في الأنسجة الرخوة قبل تطبيق التقويم. وبالتالي لا يفرض تقويم العظام اليدوي نظاماً غذائياً علاجياً محدداً، لكنه يشدد على أهمية التغذية لدعم الشفاء. لذا تُقدم نصائح غذائية عامة تركز على الأغذية المضادة للالتهاب (Anti-Inflammatory Foods) والمكملات الضرورية لصحة العظام والمفاصل (مثل فيتامين D3).
وفي سياق الأدوات المساعدة قد يعتمد الاختصاصي على تقنيات إضافية مثل الحجامة الجافة أو أدوات تحليل الحركة (Gait Analysis) لتعزيز تدفق الدم وتعميق الاستجابة العلاجية، وعن الحالات المرضية التي يستهدفها اختصاص تقويم العظام بشكل مباشر أوضح أن أهمها هي، متلازمات الألم المزمن المُعقدة،التهابات الأعصاب الجذرية، وانحشار الأعصاب، الخلل الوظيفي في منطقة الحوض والمفصل العجزي الحرقفي، آلام العمود الفقري والمفاصل وتشوهاتها، اضطرابات التوازن والدوار الحميد، الألم العضلي الليفي واختلالات الجهاز العصبي الذاتي، معالجة بعض الحالات للكبد والأحشاء الداخلية والجهاز الهضمي، الحالات العصبية المركزية، إعادة ضبط ارتصاف الفقرات والمفاصل كما كانت بطبيعتها.
وللحفاظ على النتائج العلاجية ومنع الانتكاسات لدى المرضى أكد الاختصاصي يوسف على الالتزام بعدة نصائح أهمها، التركيز على الوعي الوضعي (Postural Awareness)،ممارسة النشاط البدني المنتظم لتقوية عضلات الجذع، وعدم إهمال أهمية العلاج الوقائي (Preventive Care) الدوري الذي يصحح الاختلالات الطفيفة قبل أن تتحول إلى آلام مزمنة، وفي الختام، يُعتبر هذا الاختصاص بمثابة دعوة للعيش بجودة عالية من خلال استعادة التناغم الهيكلي لجسم الإنسان.