موقع فالميه يوثق أحداث عشر سنوات.. هكذا خطط الغرب لتدمير سورية

 

الثورة أون لاين – ترجمة مها محفوض محمد:

سورية الحضارة التي كانت تشع بإرثها الثقافي يجتاحها اليوم الخراب والدمار بعد مرور عشر سنوات على بدء الحرب التي حولت بلدا يعود تاريخه لآلاف السنين إلى ساحة للعبة مروعة لإرهابيين جاؤوا من أصقاع العالم بدعم من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، و بريطانيا وفرنسا وأيضا تركيا والسعودية وقطر، فيما يتابع الشعب السوري دفع ضريبة كبرى.
لقد كشفت الحرب على سورية متناقضات القوى الغربية التي تتبجح بالدفاع عن حقوق الإنسان وحلفائها في الخليج الذين شاركوا بإمداد الإرهاب والفوضى خلال هذه السنوات العشر.
هذا ما يراه المحلل السياسي الفرنسي برينو غيغ (من كبار موظفي وزارة الداخلية الفرنسية بين عامي ١٩٩٠ – ٢٠٠٨) وروني برومان رئيس منظمة أطباء بلا حدود، ويقول غيغ: “لقد لعب الإعلام المضلل دوراً كبيرا في صياغة الرأي العام الغربي، فالجو والحماس الذي شاركنا فيه جميعاً من أجل الربيع العربي كان له الدور الأكبر فيما حصل في سورية ومحاولة تشويه صورة الرئيس الأسد خاصة، ومن هنا بدأ التضليل حيث كانوا يعرضون لنا مظاهرات لأشخاص ملتحين تم تقديمهم على أنهم هيجان شعبي كبير لآلاف الأشخاص، بالمقابل كان هناك مسيرات مؤيدة للحكومة السورية وللإصلاح تم حجبها تماماً عن الإعلام الغربي”.
في كتابه المعنون “حرب الظل في سورية” يسرد الصحفي “مكسيم شي” خفايا العملية السرية التي أطلقت عام ٢٠١٢ بمبادرة ال CIA والتي شاركت فيها المخابرات الغربية ونظراؤها في الخليج، وبحسب نيويورك تايمز فإن الخطة تجيز للقوات الأمريكية تشكيل “جماعات متمردة ” باستخدام العتاد العسكري وتخصيص ميزانية مقدارها مليار دولار في العام، والعملية ترتكز على هؤلاء المتمردين ضد الدولة السورية بالسلاح وبشكل خاص لعناصر ما سمي بـ”الجيش الحر”، غير أنه وبحسب صحيفة لوموند ديبلوماتيك سرعان ما تم توزيع هذا السلاح إلى أيدي الجماعات المتطرفة فرع القاعدة في سورية (جبهة النصرة) وقد استمر توريد هذا السلاح إلى ما بعد عام ٢٠١٤ مساهماً بذلك في تزويد تنظيم داعش، وقد اعترف فرانسوا هولاند أنه أرسل السلاح إلى هؤلاء الإرهابيين رغم الحصار الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على سورية، ويتوجه غيغ إلى بعض اليساريين بالقول:” وكانت هي الفترة التي دعوتم فيها أنتم يساريو سان جيرمان دو بري إلى إرسال السلاح الثقيل إلى المعارضة ” .
وماذا يعني قول الغرب إنهم يقاتلون “داعش “؟،عندما هجم الرتل الجهنمي لداعش على تدمر قادماً من العراق لم تطلق طلقة واحدة يومها، في الواقع هم يضربون “داعش” عندما يوافقهم ذلك، ويتركونها تقاتل الدولة السورية بما يتناسب معهم.
الصحفي جورج مالبرينو (متخصص بشؤون الشرق الأوسط في صحيفة لوفيغارو) يقول: “في العام ٢٠١٢ أكثر من مئة دولة اعترفت بتحالف قوى “الثورة والمعارضة” كممثل وحيد للشعب السوري، لكن رغم كل الجهود الغربية لم تتمكن “المعارضة” في الخارج و”المتمردين” في الداخل من الوصول إلى تشكيل جبهة موحدة، والعصابات المسلحة تشظت بالتدريج، أما بروز داعش والتدخل العسكري للتحالف بقيادة الولايات المتحدة منذ عام ٢٠١٤ فقد أدخل سورية في مرحلة مظلمة”، ويتابع برينو: “على أنه وبمرور الوقت تبدو الدبلوماسية الفرنسية قد عادت إلى رشدها قليلا بعد التفجيرات التي طالت الأراضي الفرنسية، مرغمة على تدريج أولوياتها، وبعد وصول ماكرون إلى الرئاسة أراد أن يكون براغماتياً وأوضح أن أولوياته هي محاربة الجماعات الإرهابية”.
ويختم غيغ بالقول: “إن دور الرئيس الأسد هو دور إيجابي بالنسبة لغالبية الشعب السوري وقد صمد في مكانه وقاد البلاد في لحظات حرجة من تاريخها ولن يتخلى عن شعبه، ولو أنه أبدى أدنى إشارة ضعف لكان ابتهج قادة الغرب، لكنه لن يمنحهم هذا السرور، أما بالنسبة للشعوب الغربية التي تورطت حكوماتها في هذه الحرب فلم تقل كلمة، علماً أن الرئيس الأسد كان قد حذرهم من أن الإرهاب سيرتد عليهم، فليس هناك أي مصلحة لتلك الشعوب بذلك بل هو إجرام من حكوماتهم أن تدعم الإرهاب على أراضي غيرها ويدعون محاربته على أراضيهم، وإذا بحثنا عن تفسير نهائي لهذه السياسة الحمقاء فليس له سوى أنه الاصطفاف بل الانحياز الممنهج للمصالح الإسرائيلية – الأمريكية في المنطقة، وما تقوم به حكومات فرنسا وبريطانيا من تصرفات مخزية لا تخدم مصالحها القومية، وهي تصرفات شائنة وصادمة للغاية بالنسبة للمواطن الفرنسي، وشعوب الدول الغربية تخسر الكثير من زعزعة الأمن في الشرق الأوسط بعكس حكامها الذين من وجهة نظرهم أنهم يكسبون بإضعاف سورية، لأن في ذلك إضعاف لمحور المقاومة في الشرق الأوسط، أي ما يفعلونه جيد لاستراتيجية الفوضى.
عن موقع فالميه

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان