الثورة أون لاين – سائد الراشد:
عشرة أعوام مضت على الحرب الإرهابية على الشعب السوري، كانت متخمة بالقتل والدمار، والمعاناة والإرهاب، ومتخمة أيضا بقذائف الحقد والموت التي أمطرت السوريين في كل المناطق والمدن والتي كان يرسلها مدعو الحرية من تنظيمات وفصائل إرهابية تحت مسميات وألقاب كثيرة مختلفة.
سنوات عشر أصبحت القذائف فيها جزءا من الاعتداءات اليومية، وهماً يومياً في معاناة السوريين من ويلات جرائم التنظيمات الإرهابية، فالقذائف كانت تنهال على كل منزل ومدرسة وشارع ومستشفى ودور عبادة ومنشآت خدمية وغيرها في أغلب المدن والبلدات السورية، إلا أن محافظتي دمشق و حلب، كانت حصتهما من الاستهداف أكبر من باقي المدن والبلدات، ومدينة جرمانا بمحافظة ريف دمشق التي قصفها الإرهابيون بآلاف القذائف شاهد حي على الإجرام الوهابي التكفيري.
ورغم هذا الواقع المرير الذي تملؤه دماء ضحايا قذائف الإرهاب، تمسك السوريون بالحياة، فلم تثنهم عن ممارسة أعمالهم وروتين حياتهم، فهذه القذائف طالما ترافقت مع انتصارات الجيش العربي السوري وتقدمه لتحرير المناطق وتطهيرها من دنس إرهابهم وترويعهم للمدنيين، واستخدامها كورقة ضغط لإيقاف تقدم الجيش على مختلف الجبهات.
قذائف الموت لم تترك لا بشراً ولا حجراً ولا شجراً إلا أصابته، وكان للمدارس والجامعات نصيب كبير منها، حيث راح ضحية تلك القذائف مئات التلاميذ و الطلاب بين شهيد وجريح، في محاولة بائسة من الإرهابيين والدول الداعمة لهم لتمزيق وشل الحياة في سورية وبث الرعب في قلوب الطلاب والتلاميذ والأهالي، وصولا إلى إيقاف سير العملية التعليمية، وتدمير مستقبل أبنائنا كما دمروا مدارسهم وجامعاتهم، لكن تلاميذنا وطلابنا وأبناءنا لم يستسلموا بل قاوموا و صمدوا واستمروا في متابعة تحصيلهم العلمي رغماً عنهم، ولم تتوقف العملية التعليمية لحظة واحدة، كذلك المشافي كان لها أيضاً نصيب كبير من قذائف الحقد والموت التي أطلقها الإرهابيون الذين حاولوا صب قذائف حقدهم على كافة مناحي الحياة، لاستهداف إرادة العيش لدى السوريين.
وقد بات السوريون لا يغادرون منازلهم كل صباح، قبل أن يتفقدوا أماكن سقوط قذائف الهاون، كي يحددوا وجهتهم، والطريق الأكثر أماناً للذهاب إلى أعمالهم، ربما كانت تؤخر هذه القذائف حياتهم، ولكنها لم توقفها أبداً.
لقد أحدثت هذه القذائف دماراً كبيراً في الممتلكات والأبنية والمدارس والمشافي وكل البنى التحتية وكانت كل يوم تقتل عشرات الأبرياء من النساء والأطفال والرجال.
قذائف الموت التي كان يطلقها الإرهابيون كثيرة جدا ولا يمكن إحصاؤها، وكان ضحاياها بالآلاف لكن أكثرها مأساة ودموية كان على سبيل المثال لا الحصر:
-القذائف التي سقطت في آذار عام 2013 والتي أودت بحياة خمسة عشر طالباً في مقصف كلية العمارة بدمشق،وفي تشرين الثاني من نفس العام استشهد 5 أطفال وأصيب 27 آخرون، إثر سقوط قذائف هاون على مدرسة في حي القصاع في العاصمة السورية دمشق.
وفي أيار 2014 استشهد 12 مدنياً و أصيب 16 آخرين بثلاث قذائف على مشفى وفندق في حي العزيزية بمدينة حلب، وإصابة 22 آخرين معظمهم من طلبة الجامعة بقذيفة هاون على مبنى كلية التجارة والاقتصاد أيضاً بحلب، وفي نفس التاريخ استشهد 4 مواطنين وأصيب 4 آخرون بجروح، إثر سقوط قذيفة هاون على حافلة بحي الدويلعة بدمشق.
وفي شهر حزيران عام 2015 استشهد 10 مواطنين بينهم طفلان في قذائف على أحياء الحمدانية والسبيل وسيف الدولة وضاحية الأسد بحلب، وفي أيلول عام 2015 شيعت حلب 14 طفلاً جراء قذائف إرهابية، من حصيلة شهداء وصلت 38 مواطنا وأكثر من 15 جريحا.
ما سبق ذكره غيض من فيض الإرهاب، فالضحايا بالآلاف وهذه كانت رسائل الجماعات الإرهابية والتكفيرية إلى السوريين، وللتذكير فقط فإن تلك الجرائم الإرهابية وغيرها الكثير لم توثقها منظمات حقوق الإنسان ولم تندد بها مؤسسات المجتمع الدولي، لقد مرت عليها مرور الكرام.