الثورة أون لاين – دينا الحمد:
كثيرة هي الأهداف الاستعمارية التي يسعى العدو الإسرائيلي ومن خلفه واشنطن ومنظومتها العدوانية الشريرة إلى تحقيقها من خلال الاعتداءات العسكرية الصهيونية مرة والاعتداءات الأميركية والتركية مرة أخرى، وعلى هذا الأساس جاء العدوان الإسرائيلي على دمشق ومحيطها وسط هذا الأسبوع، ومن قبله الاعتداءات الأميركية والصهيونية المتكررة.
ولعل إطالة أمد الحرب العدوانية على السوريين يأتي في مقدمة هذه الأهداف، ناهيك عن محاولة إعطاء جرعات من الدعم الإضافي للتنظيمات المتطرفة التي دحرها الجيش العربي السوري من معظم الجغرافيا السورية، وكذلك الضغط على الحكومة السورية كي تقبل بالشروط والإملاءات الغربية التي تسوقها عواصم الغرب وفي مقدمتها واشنطن للحل في سورية، وهي شروط تلبي أهداف منظومة العدوان وتتجاهل الحقوق والسيادة السورية.
ومن الأهداف الأخرى لتلك الاعتداءات المتكررة تمهيد الطرق لإضعاف الدولة السورية والانتقال من ثم إلى مرحلة تقسيم الخرائط وإعداد المخططات الانفصالية التي تحاول تنظيمات الانفصال كقسد العمل على ترسيخها على أرض الواقع بالتعاون مع المحتلين والغزاة.
ولا ننسى هنا هدف واشنطن والكيان الإسرائيلي القاضي بتمرير ما يسمى “صفقة القرن” المشؤومة التي تخطط لشطب حقوق الشعب الفلسطيني، ناهيك عن إعادة إنتاج التنظيمات المتطرفة التي تنشر الإرهاب والفوضى الهدامة في المنطقة برمتها لإشغال دولها عن قضية الصراع العربي الصهيوني وبالتالي تنفيذ مآربهم في تمرير الصفقة المذكورة.
وهناك جملة من الأهداف الأخرى كإطالة أمد الاحتلال الأميركي لأراضي سورية في الشمال والجزيرة وإطالة أمد الاحتلال الصهيوني للجولان إلى أطول فترة ممكنة، ولهذه الأسباب فإن الكيان الإسرائيلي ومن خلفه واشنطن وأدواتها الأطلسية يجهدون أنفسهم للتنسيق الدائم مع تنظيمات الإرهاب المتطرفة والتكفيرية، ومع المجموعات الانفصالية من جهة أخرى لإطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية وتحقيق أجنداتها المذكورة.
وقد أكدت سورية أن العدوان الإسرائيلي الأخير ومن قبله الاعتداءات المتكررة جاءت بالتزامن المنسق مع مشغلي هذا الكيان المارق وأدواته من المجموعات الإرهابية المسلحة، والتي قامت إحداها بارتكاب جريمة إرهابية بشعة ضد حافلة كانت تقل عدداً من أفراد الجيش العربي السوري في محافظة درعا منذ يومين، وكذلك محاولة عدد من الإرهابيين يرتدون أحزمة ناسفة التسلل إلى دمشق لارتكاب عمليات إرهابية إلا أنه تم إحباط العملية الإرهابية من قبل عناصر مكافحة الإرهاب السورية.
بهذه الصورة يتكرر عدوان الكيان الإسرائيلي بالتنسيق مع إرهاب التنظيمات المتطرفة والانفصالية دون أن تدرك منظومة العدوان أن السوريين انتصروا على مخططاتها وتآمرها خلال سنوات الحرب الإرهابية عليهم وسينتصرون في قادم الأيام والشواهد أكثر من أن تحصى.