الثورة أون لاين _ السويداء _ رفيق الكفيري:
منزل المجاهد عقلة القطامي في قرية خربا الواقعة في الريف الغربي من السويداء امتدت إليه يد الإرهاب وعاثت فيه خرابا ، فلم يتركوا زاوية من زواياه إلا وتركوا فيها بصمة من بصمات إرهابهم الذي يندى له جبين الإنسانية ، هؤلاء المارقون على هذا الوطن اقتلعوا أبواب المنزل ونوافذه وحتى أسلاك الكهرباء فيه وكل أثاثه ومقتنياته التي تحكي قصص البطولة والوطنية التي تميز بها هذا البيت بما يحمله من إرث وطني فكان ملاذا لمجاهدي الثورة السورية الكبرى عام ١٩٣٥ التي قادها المغفور له سلطان باشا الأطرش حفيد المجاهد عقلة، سليم القطامي الذي كان يقطن هذا المنزل تركه قسرا كما أبناء قريته نتيجة الإرهاب الذي سيطر على القرية لسنوات عديدة هذا الإرهاب الذي لا يعرف إلا ثقافة القتل والتدمير والتخريب ، وبعد أن تحررت قريته من براثن الإرهاب على يد أبطال الجيش العربي السوري لم يتمكن حفيد القطامي من العودة إلى منزله وبقي يعيش تحت رحمة الإيجار في مدينة السويداء ، ولم يترك بابا إلا وطرقه لأجل إعادة ترميم ما دمره وسرقه الإرهاب، وعود كثيرة تلقاها من الجهات المعنية في المحافظة لإعادة المنزل إلى ما كان عليه سابقا وكان آخرها تشكيل لجنة من المحافظة أجرت دراسة شاملة وتقديرا لحجم الأضرار ليصار إلى معالجة الموضوع ولكن بقيت كل هذه الإجراءات حبرا على ورق وما زال الحال على ما هو ، ويناشد القطامي الجهات المعنية إنصافه والمباشرة بإعادة الألق لهذا البيت الوطني العريق وكله أمل بتحقيق ذلك ، يشار إلى أن المجاهد عقلة القطامي من مواليد عام 1889 في قرية خربا، التحق بالثورة السورية الكبرى وخاض معاركها ضد الاستعمار الفرنسي وجحافله، تربى في جبل العرب وأصبح صورة حية لأخلاق بيئته، وكان مثلاً أعلى في الدفاع عن الحرية والاستقلال، خابت آمال الفرنسيين في هذا الثائر والوطني عندما حذر الجنرال غورو بقوله: ( إن الدورة الدموية التي تسري في عروقنا ليست فرنسية ولا بريطانية إنها عربية المنبع), وبعد أن احتلت جيوش الفرنسيين الجبل نزح مع قائد الثورة والمجاهدين إلى صحراء شرق الأردن حيث مكث 12 عاماً وما انفك خلالها يطالب بالاستقلال والجلاء عن سورية وعندما قطفت الثمرة الأولى بمعاهدة عام 1936 عاد إلى الجبل مع المجاهدين عام 1937 وكافأته جماهير شعبنا في سورية ليكون في مجلسها النيابي لأعوام 1943-1947 ولدوره الوطني ورفضه لكل الإغراءات التي قدمتها له فرنسا، فقد قامت بنفيه عدة مرات وهدمت داره في خربا وصادرت أملاكه وانتقل المجاهد الكبير إلى رحمته تعالى عام 1953.