الليبرالية الأمريكية ..الفن والثقافة نموذجاً

الثورة أون لاين – نوار حيدر:

ضمن فعاليات المركز الثقافي العربي في كفرسوسة أقيمت ندوة بعنوان (مواجهة الليبرالية الأمريكية الفن والثقافة نموذجاً) شارك فيها المخرج محمد نصر الله والدكتورة ريما دياب والدكتور يوسف سلامة .أدار الندوة الإعلامي محمد خالد الخضر.

غزو ثقافي

أكد الدكتور يوسف سلامة أن الليبرالية كلمة جميلة بمعناها فهي تعني المساواة، لكن الليبرالية الجديدة التي ابتدعتها الولايات المتحدة الأمريكية وصدّرتها للعالم وكانت من ماكنينات الحرب الشرسة على بلدنا، محاولة تمزيق النسيج السوري الذي ولد في مهد الحضارات ويمثل أبهى صور التعاضد والتكاتف والتعاون على الآلام والجراح ، وتسعى إلى تفكك الخلية الأولى والأهم في المجتمع وهي الأسرة.
أضاف سلامة الليبرالية الجديدة غزو ثقافي فكري بلبوس جديد، يقع على عاتقنا مهمة التصدي له، من خلال الندوات التوعوية في المراكز الثقافية والمدارس ووسائل الإعلام المختلفة، سيما أنه لدينا ليبرالية نعترف بها كما نعترف منذ مهد الحضارات بالمساواة والعدالة ونؤمن بالسلام ، هذه الليبرالية التي تربينا عليها وليس كما صُدّرت إلينا.

فلسفة سياسية مطاطة:

أشارت الدكتورة ريما دياب إلى كثرة المصطلحات في الآونة الأخيرة كالليبرالية والنيوليبرالية والعولمة والحداثة، وما يرتبط بها من معانٍ ترافقت مع مفاهيم خاصة،فكثير ما يقال نحن بعصر النهضة الأوروبية بمضمونها الذي أكد فصل الدين عن الدولة والسياسة. وتنبع من قيمة الفرد، من ذاته لا من ملته أو قبيلته ، ففي ضوء الحداثة والتنوير دخلت أوروبا عصر الليبرالية وحرية الرأي والمعتقد وحقوق الإنسان.
هذا المصطلح بات يهدد مجتمعاتنا ويقوده إلى التخلف والتفكك، فالليبرالية ظهرت كاتجاه سياسي اقتصادي وضع حرية الإنسان فوق كل اعتبار من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والليبرالي يحتاج إلى شيء ما لكي يتحرر منه، أي بحاجة إلى التمرد من أجل التحرر من أي ممارسات قسرية .
هي من الكلمات التي اتسعت بمعانيها، لأنها لاتعبر في مضمونها اللغوي إلا عن فلسفة سياسية مطاطة أساسها الحرية الفردية فهي تمثل مفهوماً فلسفياً وإيديولوجياً فكرياً قابلاً للتطبيق في ظروف مختلفة فلها معنى ثابتاً في كل ما يرمز إلى التحرر.
تناولت دياب المخاطر والتحديات التي هددت اللغة العربية ورغم ذلك ثبتت على مر الزمن ،فقد كان هدف الليبرالية الجديدة هدم الهوية العربية عن طريق استغلال ثقافتها حتى لا تكون لديها القدرة على الاستئناف واللغة رمز الثقافة العربية والحضارة الإسلامية وقد اختلفت التحديات في صورتها وشكلها، وكان من أبرزها العولمة وهي هيمنة دول المركز وسيطرتها عل بقية الدول الأخرى في ظل نظام عالمي وغايتها إلغاء الآخر وإلغاء اللسان العربي ومحاولة استبدال اللغة العربية باللهجات المحلية أو كتابتها بالأحرف اللاتينية وتمثل أخطر تحديات اللغة العربية اليوم لأنها تسعى جاهدة إلى تهميش اللغة العربية لتحل مكانها اللغة الانجليزية باعتبارها لغة عمل وتواصل وتسعى إلى هيمنة هذه اللغة في التواصل و التعليم فسعت هذه الدول إلى التدخل بالمناهج على صعيد العلم وتفريغ المناهج والكتب من النماذج التأصيلية والنصوص التأسيسية للغة العربية وثقافتنا وعندها يفرغ عقل الدارس من كل ما هو أصيل.

ليبرالية الفن :

المخرج محمد نصر الله أوضح أن أحد أوجه الليبرالية في إعطاء الفرد الحرية المطلقة ليصبح إنساناً أنانياً بطبعه يحقق مآربه على حساب غيره ،غير آبه بمصلحة المجتمع بل إن المجتمع يجب أن يقوم على خدمته وراحته.
فنرى في الأعمال التلفزيونية الأوروبية التي يروجون لها تمجيداً بالفرد وتسويقاً لعاداته بطريقة تشد المشاهد وتشحن مشاعره فينساق إليها لتجعل منه متلقيا حيناً ومستهلكا حيناً أخر وربما سلعة، كما أنها _أي الليبرالية _ تنسل إلى مفاصل الحياة والمجتمع محاولة تفتيته..
وتصور سطوة المال مقارنة مع القيم والثوابت والضوابط في محاولة لتسطيح عقول شعوبنا وتقميصهم العادات البالية البعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا .
من هنا يأتي دور الفن والفنانين ليرد الكيل بالكيل في تعرية مثالب الليبرالية بإنتاج أعمال تلفزيونية حقيقية تنطق بنبض الشارع و شفافية الرؤية دون تبطين أو تهويل.

محطات عند الحضور :

كان لنا وقفة مع بعض الحضور ليدلوا بآرائهم حول أهمية الندوة في الوقت الحالي..
الدكتور الأستاذ أحمد علي محمد أشار إلى أهمية الندوة وما تناولته على مستوى المصطلحات الجديدة التي يجهلها الكثيرون، سيما مصطلح الليبرالية الرائج إعلامياً على مستوى واسع، والذي يستخدمه الكثير من الناس دون معرفة أبعاده التي تستهدف البنى الاجتماعية الدينية المفككة، والتي شبهها بالفيروس الذي ينمو في وسط غير صحي.

كما أن استهداف دول الليبرالية للغة العربية تأتي من أصالتها ، فهم استطاعوا أن يجزئوا الوطن العربي ولم يستطيعوا القضاء على اللغة العربية، لذا فإن تحصينها هو أهم عوامل التصدي.

الشاعر والناقد الأدبي رضوان هلال فلاحة رأى أن أهمية هذه الندوة جاءت من كونها حملت فكرة منتجة على أرض الواقع و على أكثر من مستوى، المستوى الأول هو المشهد السوري فيما بعد الحرب، وتوجيه بعض العناصر داخلية كانت أو خارجية لتخريب البنية الثقافية، إن كانت بالمباشرة تحت عنوان الغزو الثقافي لجهة الليبرالية الجديدة أو كانت عناوين أخرى ربما تكون خافية .
أما المستوى الثاني بأن هذه الندوة حملت رسالة مفادها ضرورة بناء جبهة ثقافية بأدوات معرفية تعي مسؤوليتها، إن كانت مؤسسة راعية للفرد المنتج أو كان فردا مبدعا ومنتجا للمعرفة .

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"