الثورة أون لاين – ناصر منذر:
انطلاقاً من علاقات الصداقة السورية – العمانية المبنية على أسس الاحترام المتبادل، تأتي زيارة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إلى سلطنة عمان لتعزيز أواصر التعاون، وبحث العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين ومستجدات وتطورات الأحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي، والتحديات الراهنة التي تواجه وتستهدف شعوب المنطقة، بهدف مواصلة التنسيق والعمل المشترك لمواجهة تلك التحديات وتجاوزها.
ولا شك بأن هذه الزيارة ستوسع أفق التعاون الثنائي بمختلف المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، ولا سيما أن سورية لم تتخلَ يوماً عن دورها الداعم للقضايا العربية، رغم شراسة الحرب الإرهابية التي تشنها عليها قوى البغي والعدوان، وكذلك هي سلطنة عمان الشقيقة، التي انتهجت على الدوام سياسة متزنة في علاقاتها الخارجية، ويحسب لها موقفها الثابت والمتوازن من الحرب العدوانية على سورية، فلم تغلق سفارتها بدمشق، وكانت الأولى من بين الدول الخليجية التي ترفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي إلى مستوى سفير، وتعاطت بشكل إيجابي مع مجريات الحرب، من خلال تمسكها بنهجها الثابت الملتزم بضرورة مكافحة الإرهاب، وإيجاد حل سياسي للأزمة
ما يجمع بين سورية وسلطنة عمان هو حوار الأشقاء، حيث استمرت السفارة السورية في مسقط بالعمل طوال السنوات الماضية، وتم افتتاح مقر جديد للبعثة الدبلوماسية السورية هناك عام 2018، كذلك تواصلت الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين البلدين الشقيقين خلال السنوات الماضية، وتم في العام 2017 توقيع مذكرة تفاهم لتوسيع آفاق التعاون المشترك بينهما في مجالات النفط والغاز، وفي العام 2019 تم توقيع اتفاقية تعاون تتعلق بترميم الآثار وتبادل الوفود الثقافية، كما شاركت سلطنة عمان بفعاليات الدورة الـ 61 لمعرض دمشق الدولي عام 2019.
من شأن زيارة الوزير المقداد إلى سلطنة عمان أن تضفي المزيد من التعاون الثنائي، ومواصلة التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة وأن كلا البلدين ينطلقان في سياساتهما من مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، التزاماً بأحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، وكلاهما يسعيان لمد جسور التواصل لإيجاد حلول للأزمات العاصفة بدول المنطقة.