لا تعكس سقطات بايدن وزلات لسانه المتكررة تعثره بأولى خطواته السياسية فحسب، بل إنها تؤشر لمرحلة قادمة من السقطات الكارثية للولايات المتحدة التي بدأها رئيسها بتصعيد متدحرج تجسد بشكل واضح مع روسيا والصين وإيران.
بايدن وقبل وصوله إلى البيت الأبيض، كان واضحاً من تصريحاته وشعاراته الانتخابية، أنه قادم ليقرع طبول الحرب في المنطقة والعالم وبقرار من الدولة العميقة في الولايات المتحدة، وهذا بعد قناعة تشكلت عند صناع القرار الأميركيين بأن هناك ضرورة وحاجة لإعادة تعويم الهيبة والقوة الأميركية، سواء أكان ذلك عن طريق الحروب المباشرة، أم غير المباشرة من خلال الضغوطات والعقوبات والحروب الناعمة واستعراض الأساطيل والقاذفات وحاملات الطائرات، لاسيما بعد الاخفاقات والهزائم المتتالية التي تلقتها واشنطن في نزالات ومعارك كثيرة، وهذا ما فعلته أميركا منذ أن وصل بايدن إلى كرسي الرئاسة، خاصة في ضوء صعود منافسين مؤثرين وفاعلين إلى المسرح الدولي كروسيا والصين.
الأخطر في كل ما يجري أن الولايات المتحدة لا تزال ترسم استراتيجياتها بمنطق القوة والغطرسة والعنجهية والأحادية القطبية، وهنا الطامة الكبرى والكارثية المحتومة في تداعيات تلك الاستراتيجيات الهجومية التي قد تأخذ الجميع إلى الهاوية.
على الولايات المتحدة فهم حقيقة أن العالم قد تغير، وأن المنطق الأميركي لم يعد صالحاً للعلاقات الدولية، ولابد من مقاربة أميركية موضوعية للتحولات العاصفة والجارفة التي ضربت المشهد الدولي برمته، والتي كانت بدايتها في الميدان السوري الذي صاغ قواعد وحوامل وعناوين جديدة للمشهد الدولي وبدماء وتضحيات وبطولات شعبنا وشهدائنا ورجالات جيشنا الباسل.
.. قد تكفي سقطة أو سقطتين على سلم الطائرة الرئاسية لتأكيد أن الرئيس الأميركي جو بايدن القادم من رحم الطغيان والغطرسة، يعاني من أمراض الشيخوخة ولا يصلح لقيادة بلاده!!، لكن الأهم من ذلك، ماذا عن سقطات أميركا المتكررة والمتواصلة على سلم الإنسانية وحقوق الانسان؟، هل تكفي لإثبات أنها باتت الدولة الأكثر إرهاباً وقتلاً وتدميراً للدول والشعوب؟!، وهل تكفي لإثبات أنها لا تصلح بعد الآن لقيادة العالم؟!.
فؤاد الوادي – حدث وتعليق