لايمكن للمتابع لما يجري على الساحة العالمية, إلا أن يشعر بالخوف والحذر مما هو قادم, فحين يكون من يملك أكبر ترسانة عسكرية وبكبسة زر يمكنه أن يبيد البشرية مرات ومرات – يكون دائماً هكذا أبله لا يعرف إلا الغطرسة والقوة وجنون العظمة التي لايمكن أن تبقى مضبوطة.
من ريغان إلى البوشين (الأب والابن) وكل الرؤساء الأميركيين تشعر أنك أمام إدارة أميركية لايصلها من يفكر بعقل وروية, فقط أولئك الذين يعزفون على وتر القلق والخوف, وإشغال العالم بالنزاعات العسكرية, ومحاصرة الدول والشعوب التي تقاوم نهج العدوان.
بايدن نسخة مطورة عن سابقيه, كنا نظن أنه لبس القفازات الحريرية لوقت ما ربما يطول لعام, أو أكثر, لكنه لم يستطع أن يتحمل نعومتها, فعاجل بخلعها, وبلحظة استعراضية لم تؤت نتائجها حتى داخل الولايات المتحدة الأميركية, الدهشة سيدة الموقف, بايدن يصف بوتين بالقاتل؟.
كيف ومتى, وأين, أروسيا التي دمرت ناغازاكي وهيروشيما, وأبادت الهنود الحمر, أروسيا ومن قبلها الاتحاد السوفييتي هم الذين: حاصروا كوبا وخاضوا حرب إبادة في فيتنام؟.
أروسيا هي التي تحاصر سورية وإيران والعراق وكوبا, وتشعل النار في كل مكان؟.
هل كان بايدن يريد بقفزة واحدة أن يعلن: أن لا قطبية ثنائية في العالم, أميركا وحدها القطب الذي يجب أن يبقى؟.
وهل كان يعلن أن روسيا أو الصين أو أي محور آخر ليس بمقدوره أن يكون الند لواشنطن..؟.
لم يتأخر الرد الروسي البليغ تصرفاً وحكمةً وفعلاً, روستوف الغواصة التي كسرت غرور الغطرسة الأميركية والناتو في المتوسط, حيث القوة الغربية الضاربة, ابحثوا ما شئتم عن الغواصة فلن تجدوها, أمس كانت قرب السواحل البريطانية, وما أدراكم اليوم أين تكون, رسالة ببلاغة الفعل لا البلاهة, ونظن أنها وصلت, وربما تتبعها رسائل كثيرة على الغرب أن يقرأها ويعي ما فيها.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن