الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
أضفت زيارة وزير الخارجية والمغتربين إلى سلطنة عمان الشقيقة على علاقات البلدين الثنائية المزيد من الزخم للارتقاء بها على مختلف الأصعدة، السياسية والاقتصادية والثقافية، رغم التحديات التي فرضت نفسها بعد الحرب العدوانية على سورية، واستطاع البلدان التغلب عليها تجسيداً لعمق العلاقات التاريخية الأخوية التي تجمع شعبي البلدين الشقيقين.
كما كان حرص البلدين والشعبين الشقيقين وحكومتيهما على حل الأزمة في سورية حلاً سلمياً بما يحفظ سلامة الشعب السوري ووحدة أراضيه وسيادته قد أسهم باستمرار تلك العلاقات الثنائية بينهما وترسيخها، واستمرار الحرص العماني على أن يكون الحل بيد السوريين أنفسهم، وشكلت تلك العلاقات قاعدة هامة في الحد من منع تدخل الدول الغربية فيها ومحاولتها فرض خطط عمل خاصة أو جداول زمنية عليها.
وقد كانت الزيارة فرصة لعرض الجهود التي تقوم بها الحكومة السورية لإعادة الأمن والاستقرار إلى كافة أنحاء سورية، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والبدء بإطلاق عملية إعادة الإعمار.
ولاشك أن الموقف الرسمي الثابت للسلطنة تجاه سورية ودعمها لها قد أسهم في تعزيز تلك العلاقات وتواصلها، فضلاً عن دورها الحيادي وعلاقاتها الإقليمية والدولية القائمة على احترام سيادة الدول والعدالة في العلاقات الدولية، والحفاظ على حوار سليم وعلاقات دبلوماسية مع جميع الحكومات.
وقد أشار الوزير المقداد لهذا الأمر حين أكد على أن الأشقاء في سلطنة عمان كان لهم موقف مميز في كل المحافل الدولية تجاه ما جرى في سورية ووقفوا إلى جانب الحق والمنطق، ووقفوا ضد الإرهاب ومع وحدة أرض وشعب سورية، لذلك كان هذا الموقف العماني يحظى باحترام وتقدير كل السوريين، وهناك الآن تأييد له من قبل الكثير من الدول التي ناصبت سورية العداء لأنه ثبت لها أن معاناة السوريين لا تخدم أياً منهم وهي تزيد من آلام ومشاكل المنطقة، وأن الإرهاب لا يمكن أن ينحصر في مكان معين بل سيتمدد إلى كل أنحاء المنطقة ودولها وحتى خلف المنطقة إلى أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
لقد وقفت عمان إلى جانب سورية موقفاً يعتز به وهو مثال يحتذى بالنسبة للدول العربية الأخرى التي اتخذت مواقف سلبية مختلفة، وقدمت السلطنة مساعدات لسورية للتغلب على ما تواجهه من حصار جائر وعقوبات وإجراءات قسرية أحادية الجانب وصعوبات مفتعلة من قبل الدول الغربية التي تريد تجويع الشعب السوري وإجباره على القبول بالهيمنة، وهذا ما أشار إليه المقداد بقوله: “نحن نحارب الإرهاب والتطرف ونعمل ضد الإجراءات القسرية أحادية الجانب والأشقاء في سلطنة عمان يقفون إلى جانب الشعب السوري في هذا المجال منذ بداية هذه الحرب على الإرهاب وحتى هذه اللحظة”.
وحافظت عمان على علاقات دبلوماسية مع سورية رغم كل الضغوط التي مورست ضدها، وعلى الرغم من الظروف التي شهدتها المنطقة والضغوط الدولية والإقليمية على السلطنة بالدخول في التحالف الدولي للحرب ضد سورية، فإن مسقط لم تصغ لكل ذلك، وظلت علاقاتها مع سورية متميزة ومفتوحة.
كما وتسجل زيارة الوزير المقداد ونتائجها تطوراً هاماً على صعيد خرق الحصار والعقوبات الاقتصادية الغربية والأمريكية المفروضة قسرياً ضد سورية ومؤشراً هاما على صعيد إفشال المخططات العدوانية التي تستهدف سورية شعباً ودولة ومستقبلاً، وقدرتها على الصمود والتمسك بنهجها المقاوم للمشروع الأمريكي الغربي الصهيوني
