الثورة أون ﻻين-آنا عزيز الخضر:
تراثنا عالم غني، يحفل بكل ماهو عريق في كل جانب، آثار وبنى، مهن تراثية وعادات انسانية ،عﻻقات اجتماعية وعادات تدل على تقديس المحبة،قصص وعبر،وكل مايشير الى تمسك مجتمعنا بكل ماهو جميل مهما كثرت المتغيرات او قست الظروف…هذا ماركز عليه العرض المسرحي(جحا والكنز) من اعداد واخراج فؤاد المصري ،والذي عرض على صالة المركز الثقافي في الميدان ،كما شارك مؤخرا في المهرجان المسرحي لطﻻئع البعث بدورته الاخيرة ،ونالت الفرقه المسرحية التي جسدت العرض فرقة عمو فؤاد لمسرح الطفل استسحان لجنة التحكيم ، واعتبرت فرقة احترافية…أخذ العرض من التراث واعتمد على شخصية تراثية لها اعتبارها الخاص في الذاكرة الثقافية، فهي شخصية فكاهية لها نوادرها وعبرها وطابعها الترفيهي، وقد اعتمد العرض على هذا الجانب، اضافة الى طبيعة شخصيته الذكية، التي تقدم النصائح بطريقتها الخاصة، معتمدة على (كاريكاتير) خاص يحفظه الجميع، فاستند عليه العرض، ناسجا قصته المسلية والمشوقة المليئة بالعبر ،حيث تدور الصراعات بين الخير والشر ،بين القيم اﻻيجابية والاخرى السلبية، دارت جميعها في عالم يخالطه الجانب الكوميدي دون التخلي عن القضايا الجادة في الحياة، والحض على القيم الاخﻻقية، واهمية العمل والاعتماد على العقل ومعاييره المنطقية..فقدم العرض التسلية والفائدة.. حول العرض واسلوبه الخاص تحدث المخرج فؤاد المصري قائﻻ:
فكرة العمل المسرحية (جحا والكنز) ارتكزت على محاور عديدة ،وثلاثة اقطاب جسدت العمل، العقل والمال ،وهناك ماجسد القوة …هذه المحاور دائما على خلاف وصراع ،يقرر جحا وقارع الطبل ان يوقعا بهم في ورطة بأسلوب كوميدي محبب للطفل ،بعيد عن القسوة بقصد تعليم الطفل، هنا يتحد الثلاثة ، حتى يحابهوا محنتهم بطريقة صحيحة ويتخلصوا من الورطة ، كي تترسخ في النهاية فكرة مفادها ان المحبة والعمل والاخلاص هو الكنز الحقيقي في الحياة.
لجنة التحكيم في المهرحان المسرحي المركزي الثالث لطﻻئع البعث اعتبرت فرقتي محترفة والتي أدت عرض جحا والكنز الذي شارك في المهرجان وان تم عرضه في الكثير من
المدارس والمراكز الثقافية.
سعى العرض الذي توجه للطفل الى تحقيق المتعة والفائدة ، والذي عليه ان يتصف بالجاذبية والتشويق والاسلوب الجميل كفكرة وكشكل فني ممتع ،مقدما افكاره ومضمونه بكثير من اﻻقناع والصدق وحب الوطن، ﻻن للمسرح سحره الخاص وتأثيره على الطفل القادر على الاكتشاف والتميز والتقاط كل القيم الجميلة.