الثورة أون لاين:
لأنها قلب العالم وعمود السماء الذي يُتكىء عليه فوق الأرض كانت وستبقى ميزان التحولات الكبرى في التاريخ والحضارة.. سورية الدور والموقف لم تكن في يوم من الأيام خارج الأحداث والتحولات الكبرى.. بل كل ما حدث كانت فيه لسان الميزان..
والحرب العدوانية التي تُشن عليها من الغرب وأدوات التكفير ليست إلا واحدة من سلسلة الغزو الهمجي الذي تعرضت له عبر التاريخ..
لكنها الأطول والأكثر قذارةً وعدوانية لما تمتلكه من أدوات خرابٍ وتدميرٍ ووسائل تضليلٍ كل يوم تزداد خبثاً..
واليوم بعد عشر سنواتٍ على ما يجري من الطبيعي أن تصدر مئات الكتب التي ترصد وتحلل وتقرأ في كواليس وخبايا ما جرى..
كتاب القائد بشار الأسد.. صفحات مشرقة من تاريخ الصمود.. بأقلام مجموعة من الكتَّاب والباحثين العرب.. كنا قد توقفنا في مرات سابقة عند بعض فصوله المهمة جداً.. واليوم نكمل الرحلة مع فصل منه حمل عنوان:
.الرئيسُ الأسد قيادة ومواقف حفظت الوطن.. كتبه العميد الدكتور أمين حطيط..
يبدأ الفصل بمقدمة على غاية من الأهمية، وتبين لماذا يتم استهداف سورية، ولماذا يتم التصويب من قبل الأعداء دائماً على شخصية القائد بشار الأسد.. لماذا تُرعبهم هذه الشخصية الوطنية والقومية والإنسانية أولاً وأخيراً.. القائد الذي يعرف كيف يكون الثبات والصمود، وكيف يحمي الوطن والأمة ويصون الغد…
يحمي الأمة التي سارع الكثيرون ممن يدَّعون قادة إلى الهرولة والانبطاح والسير في ركب ما أسموه صفقة القرن.
– سؤال عن مستقبل سورية:
يقول حطيط أنه في لقاء عملٍ رسمي جمعه عام ١٩٩٦م مع وفدٍ أميركي جاء إلى لبنان يتفقد السفارة الأميركية في عوكر، وكان حطيط قائد لواء مسؤول عن أمن المنطقة..
الوفد الأميركي كان مؤلفاً من ١١ عنصراً بقيادة جنرال.. يضيف حطيط أنه فوجئ بسؤالٍ هو التالي: كيف ترى مستقبل سورية بعد الرئيس حافظ الأسد..؟
فسأل حطيط من طرح عليه السؤال: ولماذا هذا السؤال؟ فردَّ: أنت تعلم أن الرئيس الأسد هو القائد المميز في المنطقة الذي يستعصي على الإدارة الأمريكية.. ويتقن فن التصرف بحيث يمتنع عن الرضوخ.. كما لا يعطي أميركا مبرراً إلى مواجهته عسكرياً.. ثم عدَّدَ الصفات التي يتحلى بها الرئيسُ حافظ الأسد، والتي تعتبر سر نجاحه وسر صمود سورية في مرحلة الاختلال الكلي في موازين القوى الدولية بعد انحلال الاتحاد السوفييتي.
وقبل أن يجيب كما يقول حطيط طرح حطيط على الأميركي سؤالاً: قال له توافقنا على أن الرئيس الأسد رجل واقعي ناجح.. أليس كذلك ؟فقال: ( نعم ).. قلت له: إذن هنا نجد الإجابة.. أقول لك فيها أن سورية بعد حافظ الأسد ستستمر كما هي سورية مع حافظ الأسد، وستراكم القدرات وتستمر في الصلابة دون التصلب، وتستمر في المرونة دون الخضوع، فحافظ الأسد قام ويقوم بما من شأنه أن يحفظ بناءه، وعليه أرى أنه صاغ النظام أولاً وقبل كل شيء وفقاً لما يؤمِّن هذه الاستمرارية، فبنى المؤسسات التي تتابع العمل مع الأشخاص المؤسسين.. وأنه حضَّر للقيادة من يرى فيه أهلاً للحفاظ على سورية الحديثة.. لقد أرسى قواعد نظام محكم، وصنع على عينه قائداً كفؤاً، قد يكون ظاهراً أو مستتراً، إلا أنه برأيي لاشك موجود وقادر على متابعة المسيرة.
سكت الأميركي لبرهة ثم قال: أنت تقول شيئاً منطقياً لكن ارجو ألا تكون مصيباً في جوابك…
ويضيف حطيط الرئيس بشار الأسد هو الذي يقدم الجواب.. ولأنه الاستمرارية التي يخافونها، ولأنه القائد الذي يعرف كيف ينتصر، كانت هذه الحرب على سورية، ولأن شخصية القائد بشار الأسد استطاعت أن تجمع شتات العرب، وتوحد آمالهم، وتدافع عن حقوقهم، ولأن سورية العمود الفقري في أي مقاومة كانت هذه الحرب عليها
