موقع “تبادل المعلومات” الأميركي: “الليبرالية الجديدة” آلية لاستعباد الشعوب

الثورة أون لاين – ترجمة بتصرف غادة سلامة:
تدعي الحكومات الغربية وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، تطبيق الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.
وهي شعارات نتشدق بها في دولتينا من أجل خداع الآخرين، فالأفعال التي تقوم بها بريطانيا والولايات المتحدة تتنافى تماماً مع هذه الشعارات الرنانة، لأن الولايات المتحدة تقوم بتدمير تلك “القيم المشتركة” المزعومة من خلال شن حروب غير قانونية (على سبيل المثال حروبها في العراق وأفغانستان) وتخريب الدول الأخرى من أجل تحقيق مصالح وأجندات بحتة (على سبيل المثال، سورية وليبيا)، وتسليح الإرهابيين وتمويلهم عن طريق وكلائها في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية .
هناك هدف مشترك”بين الدولتين يتمثل في الطريقة التي تتعامل بها بريطانيا والولايات المتحدة مع الدول الأخرى دون مبرر، وتدعيان بأن هذه الدول وحكوماتها أعداء، وأن هذه الدول تشكل تهديداً أمنياً ليتم التذرع بهذا التخويف فيما بعد لتحقيق مآرب خبيثة غايتها حماية أمن “إسرائيل”.
هذه الشيطنة غير المعقولة للآخرين هي بالطبع شكل من أشكال الإسقاط النفسي من قبل الطبقة الحاكمة البريطانية والأمريكية لتشتيت الانتباه عن حقيقة أنهم يشكلون أكبر تهديد أمني للعالم.
إن إثارة الذعر هي أيضاً مقدمة أساسية لإثارة الحروب واستمرار الاقتصادات العسكرية التي تدعم الرأسمالية “الأنجلو أمريكية”، يقول الكاتب: تخيل لو حاول البريطانيون والأمريكيون العيش بسلام وتعاونوا مع بقية العالم، سوف تنهار اقتصاداتهم بالكامل بسبب غياب الصناعات العسكرية وصناعات الأسلحة.
ومن الواضح أكثر من أي وقت مضى أن البريطانيين يعانون من أوهام العظمة، حيث يتحدث رئيس الوزراء بوريس جونسون بشكل خيالي كما لو أن بريطانيا قوة عالمية للنمو الاقتصادي والتنمية، ولم يعد يكتفي بالمبالغة في تصوير وتضخيم الصورة الدولية لبريطانيا باسم “بريطانيا العظمى”، بل أصبح يشير إليها الآن باسم “بريطانيا العالمية”، حيث يتعلق هذا جزئياً بالترويج لبريطانيا لدى بقية العالم لتحسين عزلتها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهكذا، من خلال التحدث عن قوتها المفترضة “لتشكيل العالم”، فإن الطبقة السائدة البريطانية ملزمة بالظهور على أنها صاحبة عضلات استعراضية، وهذا من شأنه أن يفسر انعكاس السياسة بشأن خفض ترسانتها النووية، وتخطط بريطانيا الآن لزيادة مخزونها من الرؤوس الحربية النووية للعقد المقبل من حوالي 180 إلى 260، وهذا يعد انتهاكاً لالتزام بريطانيا بنزع السلاح بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
كما يتحدث جونسون عن بريطانيا كونها “منارة للديمقراطية” للعالم في حين أنها في الواقع دولة تزعزع الأمن الدولي بشكل خطير من خلال نزعتها العسكرية المتهورة، ومع ذلك فإن الحكام البريطانيين لديهم الجرأة في اتهام الصين بتعريض الأمن العالمي للخطر، والتأكيد على أنهم “سيمنعون إيران من تطوير سلاح نووي”.
لقد تبلور الفكر الليبرالي العربي في طوره الجدّي الأول في مصر في العهد الملكي، وهو كان متحالفاً مع الملكيّة الرجعيّة ومع الاستعمار الغربي، وهذا الارتباط والفكر الليبرالي ارتبط بالدول الغربية، وكانت هذه الفئة غارقة في الجهل والتخلّف وهي الفئة المُرتبطة بالغرب (والمُستعينة بجيوشه)، وكانت الليبراليّة العربيّة (في طورها الأول) صريحة للغاية في أهدافها ونواياها، فهي كانت راضية عن الاستعمار حتى أنها طالبت بالارتباط الوثيق بالغرب وقد يكون ارتباط الليبراليّة العربيّة بالاستعمار الغربي بمثابة تلك الوصمة في قبول تقسيم فلسطين والتي عانت منها الشيوعيّة العربيّة لعقود طويلة.

الليبرالية العربية ومرحلة الغيبوبة..
لقد قامت الولايات المتحدة برعاية مجلاّت وكتب ودور نشر وشخصيّات وأحزاب, واستعانت بخطاب دعم الحريّة والديمقراطيّة عندما وجدت ضرورة لدعم أنظمة عربيّة حليفة لها في دول الخليج.
أما في مرحلة الاستقلال, فلم تكن الليبراليّة العربيّة في موقع منافسة أحزاب وحركات وثورات وأنظمة ترفع شعارات التحرّر الوطني والوحدة العربيّة وتحرير فلسطين، لقد اندثرت الليبراليّة العربيّة وما عادت ذات صلة بما يجري من أحداث وحروب، ولم يكن ارتباط الأيديولوجية بالغرب الحاضن “لإسرائيل” هو السبب الوحيد، فتناقضات الفكر الليبرالي في نسقه العربي أوقعه في ورطة، أما عن مسألة فلسطين الكبرى, فلم يكن للفكر الليبرالي من موقف ما نحوها باستثناء لغو عن استحالة الحرب، وهكذا فان المزاوجة بين خطاب الحريّة وبين سياسة خارجيّة تعتمد على أكثر الأنظمة العربيّة تخلفاً، قضى على سياق الديمقراطيّة في الدعاية الأميركيّة، وكشفها على حقيقتها الاستعمارية وشعاراتها المزيفة.
بقلم: فينيان كننغهام
المصدر: information clearing house

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي