«ثالوث الانبعاث الجديد.. الهدمُ والبناء في الحياة»

 الملحق الثقافي:ألوان إبراهيم عبد الهادي:

كتابٌ، حمّلهُ الدكتور «أمين كبيبو» عناوين ومحاور مفصلية ومهمة في الحياة الإنسانية، تطرح أسئلة صعبة اختلف الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع في الإجابة عليها.. أسئلة، يفنِّدها «كبيبو» بطريقةٍ عقلانية علمية وفكرية هادفة، وعبر دراسةٍ تخدم الهدف الأسمى من وجودها، وهو الهدف الجمالي للوجود الإنساني بأرقى مستوياته.
ينطوي «ثالوث الانبعاث الجديد» على أربعة أقسام، في كلِّ قسمٍ منها مواضيع جوهرية، تنطلق في القسم الأول، جدلية العلاقة بين القوى الثلاث، وينداح الفصل الأول منها في أربع فقرات تبيِّن مدى تأثيرها سلباً وإيجاباً عند الكائنات الحيِّة غير العاقلة والعاقلة، وتطوُّر مفهومه من حيث القلَّة إلى علم الاقتصاد والوفرة إلى الملكية.
في الفصل الثاني: يدرس الأمراض ويصنِّفها عند هذه الكائنات، وهي أمراض عقائدية وإيديولوجية وعلمية وسياسية واجتماعية، وأمراض مختلطة تداخلت مع بعضها نتيجة تطور هذه الأنواع والأجناس من الكائنات الحيّة، مما دعا المؤلف إلى السؤال بداية الأمراض الاجتماعية: لماذا نُخلق كالملائكة ونموت كالشياطين؟. ليذهب إلى أبعد من هذا فيما تقرّه الدساتير والقوانين الدولية والإنسانية، وكذلك العقائد الدينية والإيديولوجية، حول حقوق الإنسان وصون حرياته في أغلب حالاتها، من مسببات هذا التحوُّل، ولم تكن يوماً من أدوات علاجه الذي كتبت عليه وأضحت مرضاً يضاف إلى أمراضنا الكثيرة، وما هي إلا كذبة جميلة لا وجود لها إلا على الورق.
الفصل الثالث: ينطوي على الأقنوم الثالث من أقانيم الهدم والبناء، وهو الموت في فقراته الثلاث من هذه التساؤلات: هل حبُّ الحياة هو الذي يدفع هذه الكائنات لأن تجابه الموت؟! وهل الموت ذاته سبيل لبلوغِ مرحلة الخلود؟.
يبدأ الدراسة بهذه التساؤلات، ومن ثمّ يقول: «في الكون ما يستحق العيش لأجله، وهو الشيء نفسه الذي يستحق أن نموت دفاعاً عنه».
أما القسم الثاني من الكتاب، فيحكي عن المرحلة الإنسانية، وهي تطورية وحتمية، متعلِّقة بالذات البشرية ونضوجها الفكري والعلمي، متمثلة بمقومات وأسس مؤلفة من تسعِ فقرات، وتبحث العلاقة بين العقل والمحبة عند الكائن البشري، وتداعيات ثورة الذكور على الحياة وتطورها، والثورة الذكورية ومآزقها التاريخية، ثم الوفرة وحتمية العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين الكائنات البشرية، وتطورها التاريخ، لينتقل إلى الفقرة الرابعة الجوهرية، وهي استرجاع الأنثى الأم مكانتها ودورها الطبيعي في الحياة البشرية، لكونها السبيل الوحيد لإنجاب وتربية أبناء جنسها، ووجودها ولو كان بالحد الأدنى، هو أكبر حامٍ وحافظٍ لحياة الكائن البشري، من الدمار الذاتي، ودليله التاريخي على هذا، هو أن ثورة الذكور بكلِّ ما جاء فيها من عقائدٍ وشرائع وقوانين ونظم، لم تستطع أن تلغي ما للأمِّ من تأثيرٍ، ومن دورٍ دعيَ في عقول ونفوس حتى أعتى وأقسى طغاتها وأشرارها، لما للأنثى من أهمية قصوى ودور هام وفعَّال في رسم معالم الحياة البشرية، فهي تشكل٥٠ % منها، وهي الأم والمربية لنصفها الآخر، بكلِّ ما يعنيه مفهوم الأم من معاني المحبة والحنان والعطف والتضحية والإيثار.
بعد هذا، ينتقل المؤلف إلى فقرة «العلم في خدمة الإنسان وبيئته الكونية المحيطة». البيئة التي أدَّت إلى التراكم التاريخي للثقافة والتربية الانسانية لدى المكونات والمجتمعات البشرية التي تطلّبت، إعادة دراسة وفهم التاريخ البشري، انطلاقاً من فكرٍ ومنظورٍ إنسانيّ، ليبحث في مستوى ودرجة التطور والارتقاء الجمالي والفني، لدى المجتمعات البشرية التاريخية، منتهياً من القسم الثاني، بوجود أسسٍ ومقومات أخرى، لانزال نجهلها ونجهل مكانتها ودورها.
في القسم الثالث من الكتاب، يبين آفاق خرائط المستقبل في ظلِّ النظام العالمي الجديد، ومهامه، ومسؤولياته، وآفاق خرائطه. كخلق تحالفاتٍ استراتيجية ما، بين القوى والمكوِّنات الدولية، تصدَّت للمشروع الأمريكي على امتداد الجغرافيا الدولية، وأسست نظام عالمي جديد غير مسبوق، مؤكِّداً بأن هذا النظام، سيسهم إلى حدٍّ كبير في دفع البشرية قدماً، للسير على الدروب الكفيلة بوصولها إلى عتبة أبواب مرحلتها الإنسانية، في درء مخاطر المشروع الأمريكي، والدفاع عن الذات، وضمان استمراريتها، مبيِّناً الاستفادة من التجربة التاريخية للقرن العشرين، وعدم الانجرار والوقوع في أفخاخ التسلّح والحرب الباردة، وتقسيم العالم إلى أعداءٍ وحلفاء.
أما القسم الرابع، فيتمحور حول الدور التاريخي للنظام العالمي الجديد في بناء المجتمع البشري الإنساني، ليكون آخر ما يتناوله، علاقة العقل البشري بثالوثِ الهدم والبناء في الحياة وتطوراتها التاريخية، ويختم دفتي الكتاب، بأربعة ملاحق ومصادر ومراجع.
يندرج هذا الكتاب تحت بند «دراسات فكرية»، وهو صادر عن «دار نينوى». يقع في ٢٩٦ ص من القطع الكبير – الطبعة الأولى ٢٠٢١م. وعلى غلافه، لوحة زيتية بريشة الكاتب الذي هو أيضاً، طبيب أسنان وفنان.
لقد تماهت لوحة الغلاف مع محتواه لتوضّح هواجسه في تجسيد المرأة بحالاتها المختلفة، وكيف حزمتها هذه الأنظمة من رأسمالية واشتراكية إلى نظام العولمة الذي شتَّتها، فبدت في اللوحة وكأن أجزاءها متناثرة، ورأسها مفصول عن جسدها، وهي ثائرة على الظلم.
كتاب شيِّق، وهو مهمٌّ فكرياً ومعرفياً، ويبين بدراسة متعمِّقة، دور المرأة الأنثى، الأم، الطبيعة والأصل، في رفض الظلم والقهر والاستغلال الذي مورس عليها.

التاريخ: الثلاثاء30-3-2021

رقم العدد :1039

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة