لغتنا العربية في محراب جامعة دمشق

الثورة اون لاين – عمار النعمة:

مر يوم اللغة العربية، وبعده يوم اللغة الأم، لكن هل انتهى الحديث عن اللغة العربية ومكانتها وواجبنا نحوها ؟ بالتأكيد : لا، بل من الواجب علينا أن نذكر دائما أن اللغة العربية هي أهم مقومات الهوية العربية، بالإضافة إلى قدرتها على المساعدة في التعبير عن العلوم المختلفة.. اليوم ثمة من يسأل عن دور كليات الآداب وأقسام اللغة العربية في صون وتجديد اللغة العربية ؟ وهل يتم تجديد مناهج أقسام اللغة العربية للخروج من بوتقة الجمود (صرف – نحو – بلاغة)
الثورة التقت عددا من الأساتذة في اللغة العربية في جامعة دمشق للحديث عن واقع اللغة العربية اليوم ،وما الذي يجب علينا فعله :
د.منيرة فاعور رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة دمشق قالت: قام قسم اللغة العربيّة على مدار ثلاثة عقود بدوره في صون اللغة العربيّة وتجديدها، ويبرز هذا في عدد من الأمور:
– التجديد في الخطط الدرسية للقسم في مرحلة الإجازة، فقد وضعت فيه مقررات تناسب العصر لم تلحظ في الخطط الدرسية السابقة، من مثل: علم الجمال، والأدب العالمي، واللسانيات، والدراسات النحوية واللغوية المعاصرة.
– التجديد في الخطط الدرسية في مرحلة الدراسات العليا، فقد كانت الخطط السابقة تقوم على نظام دبلوم الدراسات العليا، وكان هناك دبلومان (أدبي ولغوي) وكل واحد منهما يضم أربعة مقررات فقط، ولوحظ في تعديل الخطة الدرسية للدراسات العليا إلغاء الدبلوم لأنه لم يعد مواكباً للعصر، وجاء عوضاً عنه نظام الماجستير في سنة المقررات، إذ افتُتحت ثلاثة ماجستيرات (ماجسيتر الدراسات الأدبية، وماجستير الدراسات اللغوية، وماجستير النقد والبلاغة) وروعيت فيها مقرارات لم تكن موجودة في نظام الدبلوم، وغدا في كل ماجستير سبعة مقررات، عوضاً عن أربعة مقررات كانت في نظام كل دبلوم.
– التجديد في البحث العلمي في رسائل الماجستير والدكتوراه، ويبرز هذا في دراسة عدد من أعلام الفكر والأدب واللغة في عصرنا، بعد أن كان يخوض في أعلام الأدب واللغة والفكر في العصور السابقة، وهذا كان له أثر كبير في ربط البحث العلمي بالعصر الذي نعيش فيه.
– قام القسم بعدد من المؤتمرات والندوات التي ربطت اللغة العربية بعصرنا، مثل: ندوة النحو والصرف 1995، ومؤتمر حول اللغة العربية والتحديات المعاصرة 2007، وكانت أبرز المحاور فيهما:
1- مشكلات تعليم اللغة العربية في المدارس والجامعات .
2- اللغة العربية ووسائل الإعلام المعاصرة .
3- اللغة العربية والشابكة (الإنترنت).
4- اللغة العربية بصفتها لغة للعلوم والتكنولوجيا .
5- المكانة العالمية للغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها.
6- اللغة العربية بصفتها لغة للترجمة منها وإليها .
7- المعجم العربي المعاصر ومشكلات تطويره .
8- تخديم اللغة العربية ورعايتها من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية.
9- دراسة اللغة العربية بين المناهج القديمة وعلم اللغة الحديث .
– قام القسم بدورات للتذوق الشعري والعروض، نظم غير مسابقة في حفظ الشعر بين الأعوام 2003- 2006.
– قام القسم بعدد من الأسابيع الثقافية كانت الغاية منها ربط اللغة العربية بالقضايا المعاصرة، أبرزها الأسبوع الأدبي القطري والأسبوع الأدبي العُماني، وذلك ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008م.
– قام القسم بعدد من الفعاليات أهمها:
– ندوة بعنوان “أساتذتنا في الذاكرة” جرت فعالياتها على مدرجات كلية الآداب في جامعة دمشق، وكانت تجري على مدار العام الدراسي، كان من أبرز المشاركين فيها الأستاذ الدكتور مازن المبارك الذي تحدث عن أستاذه سعيد الأفغاني بتاريخ 27/11/2017، والأستاذ الدكتور محمود الربداوي الذي تحدث عن أستاذه د. أمجد الطرابلسي بتاريخ 12/12/2017، والأستاذ الدكتور عبد الكريم حسين الذي تحدث عن أستاذه أحمد راتب النفاخ في 16/10/2018، والأستاذ الدكتور محمود السيد الذي تحدث عن أستاذه شكري فيصل في 27/12/2018، وكانت هذه الندوات بإشراف رئيسة القسم أ. د. منيرة محمد فاعور.
– مشاركة القسم في المؤتمر الدولي للغة العربية على مدار عامي 2017 و 2018.
– تنظيم احتفاليات سنوية باليوم العالمي للغة العربية في شهر كانون الأول وبيوم اللغة الأم في شهر شباط ويوم اللغة العربية في 1 آذار منذ العام 2015 في قسم تعليم اللغة العربية بالمعهد العالي للغات، ثم بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة دمشق، يتخللها نشاطات أدبية، ومحاضرات لأدباء ومثقفين، ومعرض للخط العربي..
– تنظيم عدد من المسابقات والأصبوحات الشعرية بين الطلاب، هدفها تعزيز مكانة الشعر في الحياة والمجتمع.
-التدقيق اللغوي للكتب الجامعية الصادرة عن كليات جامعة دمشق ومعاهدها في التخصصات كافة.

– التدقيق اللغوي لعدد كبير من الرسائل الجامعية العلمية العائدة للأقسام المختلفة في كليات الجامعة ومعاهدها.
– التعاون مع بعض أقسام اللغات في الكلية (قسم اللغة الإنكليزية وقسم اللغة الفرنسية وقسم اللغة الفارسية في التدريس خصوصاً في برنامج الترجمة

في قسم التعليم المفتوح ومناقشة الرسائل العلمية التي تتصل بعلوم اللسانيات خاصة.
– التعاون مع فروع جامعة دمشق في السويداء ودرعا والقنيطرة في تأمين الكادر التدريسي اللازم لها.
– التعاون مع كليات جامعة دمشق ومعاهدها في تدريس اللغة العربية لغير المختصين، ومحاولة تمكينها فيها.
بدوره د.شفيق بيطار أستاذ اللغة العربية في جامعة دمشق فيتحدث أن الجواب عن السؤال الأول: يحتاج السؤال إلى تقويم، والأسلم أن يكون: (ما مهمة/ أو ما أثر كليات الآداب وأقسام اللغة العربية في صون اللغة العربية وتجديدها), ليكون العطف بعد الإضافة، وإن كان بعض المجامع أجاز أسلوب العطف قبل الإضافة، وليس ذلك مما يوافق عليه كل من يحرص على سلامة اللغة ألفاظا وتراكيب.
ومن هنا أقول: إن مهمة أقسام اللغات عامة، ومنها قسم اللغة العربية، أن تعلم اللغة – سواء أكانت العربية أم الإنكليزية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات – على أحسن ما تكون، لا أن تسوغ ما يشيع من الأساليب والألفاظ الضعيفة أو غير الصحيحة بحجة شيوعها، أو بحجة أن فلانا من الفصحاء استعمل هذا اللفظ أو هذا الأسلوب، لأنه إنما حكموا له بالفصاحة لأنه غلبت على كلامه السلامة، أما ما خرج فيه على السلامة فليس حجة له ولا لغيره، بل يقال: إنه أخطأ هنا، والصحيح كذا.
وتأثير هذه الأقسام يكون بتعليم الأجيال اللغة الصحيحة ألفاظا وأساليب جيلا بعد جيل، ويكون ذلك بتدريس النحو والصرف وفقه اللغة والبلاغة والعروض، وهي أهم علوم الآلة، وبتدريسهم أمثلة من الآثار الأدبية الشعرية والنثرية الفصيحة بحسب توالي العصور، وتبيين أوجه الجمال والقبح وغير ذلك مما يدخل في نقد الأدب، وبالإفادة من العلوم اللغوية والمناهج النقدية الحديثة النافعة كعلم اللغة العام واللسانيات.
والجواب عن السؤال الثاني:
هذا السؤال أيضا يحتاج إلى تقويم أوله، بأن يقال: (هل تجدد) بالبناء للمجهول، او (هل تجددون) بالبناء للمعلوم، ولا داعي لاتكاء المصدر (تجديد) على (يتم) وتمطيط الكلام بذلك.
ثم إن في صيغة السؤال اتهاما للمناهج – والمقصود (المقررات)- بأنها جامدة في (بوتقة)، وهذه البوتقة هي:(الصرف والنحو والبلاغة و….), والجواب هو مثل الجواب الذي يجيب به أصحاب الاختصاصات الأخرى لو وجه إليهم فقيل لأهل الطب مثلا: هل تجددون مقرراتكم للخروج من بوتقة الجمود (تشريح – وراثة – حيوية – جنين – باطنية – داخلية- عصبية – جراحة – خمجية – مداواة …)؟ أو قيل لأهل الفلسفة: هل تجددون مقرراتكم للخروج من بوتقة الجمود (فلسفة يونانية – فلسفة إسلامية، فلسفة حديثة، منطق، فكر، علم جمال- إبستمولوجيا …)؟ أو وجه السؤال لأهل الحقوق فقيل لهم: هل تجددن مقرراتكم للخروج من بوتقة الجمود ( الأحوال الشخصية – القانون الدولي – القانون العام – القانون الجزائي- …)؟
فهل بقي للسؤال جواب بعد هذا؟ إنه كمن يقول لمعلم الأطفال: هل تجددون مقررات الأطفال للخروج من بوتقة الجمود (رياضيات – خط وإملاء – قراءة – علوم -فيزياء – كيمياء – تربية فنية…)؟
وهو سؤال ينم على ضجر مما لا يضجر منه طالب العلم، ولا محب للعلم، ولا يضحر منه من يريد للعلم خيرا.
وإذا أحسنا الظن فيما وراء السؤال فإن المراد هو تجديد مناهج التدريس والتعليم وطرائقها، لا تجديد المقررات، فإذا صح حسن الظن هذا فإن الجواب يرجع إلى المعلمين فرادى لا جماعة، وإن لكل معلم أن يسلك الطريقة التي يراها صالحة لجذب الطلاب وتحبيبهم بالمقرر، سواء أكان ذلك ببراعته في الإلقاء أم باستعمال الوسائل الحديثة، فالمهم أن يصل المطلوب تعلمه إلى الطالب، وأن تكون المحاضرة مفتاحا له يمسك به ليفتح أي باب من أبواب هذا المقرر (مصادره ومراجعه) ويأخذ منه ما يحتاج إليه حلالا زلالا، صحيحا سليما، فإذا فعل المعلم ذلك وحبب المقرر إلى طالبه فقد أدى ما عليه وعلمه كيف يصيد فوائد العلم وناوله الصنارة، ويبقى على الطالب أن يصطاد.
أما د.منى الحمد الأستاذة في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق فقالت : يكمن دور كلية الآداب وقسم اللغة العربية في حفظ اللغة العربية وتجديدها في :
١- إجراء امتحان اختبار للطلاب المتقدمين للدراسة في قسم اللغة العربية وآدابها للتأكد من كفاءتهم في هذا المجال.
٢- تدريس اللغة العربية لغير المختصين بها من الأقسام الأخرى مدة أربع سنوات أسوة باللغة الأجنبية التي تدرس هذه المدة ، بدلاً من الاقتصار على تدريسها لهم فصلاً في السنة الأولى .
٣- غرس حب اللغة العربية لغة القرآن الكريم في نفوس الطلاب من خلال العودة إلى قراءة الكتب المكتوبة باللغة العربية الفصحى .
٤- حفظ القرآن الكريم وعيون الشعر العربي الفصيح .
٥- إقامة دورات لتقوية الطلاب في اللغة العربية وقواعدها.

٦ – تشجيع المواهب من خلال إقامة مسابقات في كتابة الشعر والقصة والرواية والمسرحية باللغة العربية الفصحى، سواء للمختصين بها أم غير المختصين ، ومكافأة أصحابها .

٧ – تخريج إعلاميين وإذاعيين متمكنين من النطق باللغة العربية الفصحى .
٨- التدريس بها في الجامعات .
٩- استخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من العامية ، تلك الوسائل التي كان لها دور كبير في تراجع الفصحى .
١٠- إقامة الندوات والمؤتمرات التي تتحدث عن أهمية اللغة العربية الفصحى ،لأنها لغة القرآن الكريم و لغة الحضارة الإسلامية العريقة ، ولها مكانتها بين لغات العالم ، وعلينا المحافظة عليها ، والافتخار بها ، وحمايتها من الزوال والاندثار .
١١- دور أعضاء مجمع اللغة العربية في حمايتها وتطويرها لتواكب تطورات العصر ومصطلحاته ، وذلك من خلال استخدام طرق توسيع مفرداتها ، وهي الاشتقاق والنحت والتعريب .
أما المناهج فهي بحاجة إلى التجديد .

آخر الأخبار
قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"