الثورة أون لاين- عمار النعمة:
(ورد محمل بالمطر) عنوان طافح بالدلالات التي تشي أن ثمة عطر في هذه المجموعة التي على مايبدو تخالف الكثير مما نراه مما يسمى شعراً، عادة يحمل المطر العطر لكن المفارقة أن الورد يحمل المطر، أهو مطر الخير أم مطر الحضور والغياب.
في هذه المجموعة التي صدرت عن دار تموز ديموزي للمؤلف عادل الياسري ب110 صفحات تطالعك منذ نصها الأول الذي يمضي أيضاً في قلب المعادلة ويحمل عنوان (أبواب تغادر الطارقين)… يظهر الخوف الذي يكابد الشاعر من الأبواب التي اهترأت عتباتها فيقول:
خوف هو الآن.. الورد يكابد
شاعر يرسم الحب.. الأبواب اهترأت عتباتها
غاب الطارقون عنها.. الفتيات تتلصص الدرب
هل عاشق تاهت بصيرته.. ولاذ بصوت الفؤاد مطوّحا
“أنا براس اربع طرق لكعد وناداي
أنا المفطوم وأنت اطعت بيّه”
الأسى والوهج والحمام الذي رق هديله
أنّاته ترسم الحزن.. تلك التي رآى الحب في صورتها.
وفي قصيدته (أصابع حباتها مطر) نرى روح الشاعر تطوق إلى الحنين والحب الممزوج بالجمال والألفاظ النقية على شواطئ باحتها الوله فنسمعه يردد:
أنثني عن سفر.. تأخذني الأيام به
لأمكنة تكسر الخوف تحت ظلالها
اشتبك القطا والأصابع علّ في أطرافها ملح الليالي
أو زهرة تلألأت حبّاتها أول المطر
انبجس النهر عن زائر.. عن ظل تتوسطه الأريكة
الباب.. بلّلت الشمس رأسه
للنجم الذي أحببت
نقشاً سومرياً تزخرفه الحاءات
نايا على الوجه.
وفي المجموعة ثمة قصائد لها جماليتها وقوة تأثيرها ببراعة الشاعر وامتلاكه لتقنيات القصيدة التي تفجرت ينابيع الجمال من ضلوعها، فمثلاً نقرأ من قصيدة (نار الندى):
يدي، لن تشرب الأيام كأسها
مسطرة الحلم فيها شاخص للذهول تسامى
أربكته القصيدة؟
عمرها الأحلام ماكانت مساطر
لا أحتوى أركانها الجدول المدرسي
الماء تكسرت جدرانه على الحجارة
عند كفّ لم تخن لونها أو تصدّ عن شجر به الخبز استضاف ناره
أيها الكفّ، أغنية أنت
ألسنة للطيور التي حطّمت صمتها واشترت صوتي ولم تبعه في…
ومن قصيدة (أشجار الليل أريكتي) نقتطف:
أنا الضجر، سرق الغراب حروفي
لم يستطع رسم صورتي فاضت بها الأسرار
استظلّ بحائط، رسم الأولون على وجهه
ألوان ثيابهم والزركشات التي بأطرافها
يتقاسم الورد أسيجة بين كفّي ورأس العشيقة ظلها