الثورة أون لاين- غصون سليمان:
تشدك أعمالهن اليدوية المتقنة المشغولة بإحساس فن الأنثى التي أظهرت مافي داخلها من حب وشغف وقدرة على ان تصنع من خيوط الأمل حبالا بلوحات حضور وتجربة ناجحة.
نساء كفيفات ،لكنهن مبصرات ربما اكثر من الصحيحات ،أو الاصحاء ، نادرا ماتدخل صالة مركز ثقافي (ابو رمانة) الا ويكون فيها معرض فني او نشاط اجتماعي، فالمكان برمزيته وبعده الثقافي والمعرفي ، يعكس نبض الناس وتجاذب الخبرات وتفاعلها كمرآة شفافة عاكسة لكل الوجوه،، فمع هدوء الطبيعة المحيطة بايقاع المركز تغزل انامل النساء ماتلون من عطاء وبما يتسع من حدود الصبر لفنون وابداعات فرضتها الخبرة والتجربة والحاجة .
في تلك الزاوية كانت تستمتع بصوت غزلها ناعمة الشكل وسيمة الوجه، دافئة كمشاعرها التي تحدثت عنها في لقاء معها .
كان طموحها أن تمسك بأصابعها سنارتي صوف وتغزل منهما قطعة ولو كانت “لحشة، أوشالا، وطاقية “، وبعد اتباعها لعدة دورات في جمعية الوئام للكفيفات التي تعمل على تطوير مهارات وقدرات النساء الكفيفات وتحقيق طموحهن كان لها ما أرادت .
لم تقف إيمان محمد عصام خرمة عند حدود وجعها بل تخطته بنعمة البصيرة ، فهي خريجة لغة عربية وكما اجادت حياكة الصوف فقد اجادت في نفس الوقت مهنة التعليم مع كفيفين وكفيفات ومبصرين ومبصرات ضمن مدارس حكومية في المنطقة التي تسكن فيها وبعد فترة من الزمن انتقلت الى إعطاء الدروس الخصوصية .
وحين سؤالها عن الفرق من ناحية التعامل والتعليم مع المبصرين وإن كان هناك صعوبة في هذا الأمر كان جوابها التعليم يحتاج إلى شخصية قوية فإذا كان الشخص المبصر يحتاج لمن يضبطه فما بالكم بإنسان كفيف، ورغم ذلك استطاعت خرمة من ضبط طلابها والتعامل معهم كأم حنون، إلى جانب شخصيتها القوية فهي أم ولديها ابن كما ذكرت .
وعن امنيتها أشارت أن ما تتمناه كانسانة هو أن يقدر المجتمع واقع الكفيف وأن ينظر إليه مثل المبصر فهؤلاء لا ينقصهم اي شيء، ويسعون لتحقيق ذواتهم فالله عز وجل أخذ البصر ولكنه أعطى البصيرة.
وعن نشاط الجمعية وطبيعة علاقتها مع النساء الكفيفات تقول سلوى الكلاوي المسؤولة عن نشاطات الجمعية ، أن هدف الجمعية هو المساهمة في دمج الفتاة والمرأة الكفيفة في المجتمع من خلال حضها على المشاركة ضمن الأنشطة المختلفة ، وتقديم الرعاية الاجتماعية والإرشاد النفسي والاجتماعي لهن، مضيفة أن الجمعية تعمل على إنشاء دور لرعاية المسنات الكفيفات و دور للإقامة الداخلية على شكل أجنحة بسعر الكلفة أو بأجور مناسبة، فيما الفقراء من النساء والفتيات الكفيفات تتم مساعدتهن على نفقة الجمعية، فإلى جانب دورات الطبخ و الخياطة والشك و الاكسسورات تعمل الجمعية على تأسيس مكتبة نقطية وصوتية متكاملة وتزويدها بجميع الوسائل المتطورة بما يخدم هذه الشريحة إلى جانب عملها على تنظيم خدمات المتطوعين للمساهمة في القراءة والمطالعة للكفيفات ، وكذلك تنظيم محاضرات وندوات ثقافية وحفلات ورحلات جماعية بين المبصرات والكفيفات.
ونوهت الكلاوي على أهمية تقديم قروض صغيرة أو متوسطة أو طويلة الأجل لدعم مشاريع تنشئها المرأة والفتاة الكفيفة مع الجهات المحلية المعنية والإقليمية التي تتعامل مع المكفوفين، حيث تسعى الجمعية بالتعاون مع الجهات المختصة لتنفيذ التشريعات الكفيلة لتشغيل الكفيفات في المعامل والشركات والوظائف التي تتناسب في مختلف دوائر الدولة ومؤسساتها والقطاعات الأهلية الخاصة .
وأشارت أيضا لأهمية تسليط الاضواء على النساء الكفيفات المميزات علميا وثقافيا واجتماعيا والتعريف بهن في المجتمع المحلي والعربي والدولي .
تطمح الجمعية إلى الانتقال من المستعطي إلى المعطي والاكتفاء الذاتي في جميع نواحي الحياة من خلال الحصول على بناء خاص يحقق الأهداف بفعالية أوسع بما يضمن كل ما يلزم لذلك من صالات متعددة الأغراض وإقامة مطبخ ومشغل يدوي ورياض اطفال.
فالجمعية تقدم نشاطات من دورات على مستوى مهارات قيادة الحاسوب،واللغة الانكليزية،والفنون،ومحو الأهمية،مع دورات للأهل لتعزيز دورهم في تفوق أبنائهم.
إنهن نساء سوريات أحببن الحياة فسعين إلى العمل الدؤوب كنحلات عاملات نشيطات يصنعن عسل الحياة الكريمة،وقد عشن مرارة الإعاقة وتحدينها وتغلبن عليها ليحصلن على حلاوة النجاح باعتمادهن على النفس.
يذكر أن جمعية الوئام للنساء الكفيفات اشهرت بقرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالرقم ١١٧٠ لعام ٢٠٠٦.