الثورة أون لاين – أيمن الحرفي:
لا يخفى على أحد أهمية الأسرة في حياة الطفل فهي الحاضن والوعاء الأساس لكل تربية صحيحة، يقول بستالوتزي (الأسرة هي مصدر كل تربية صحيحة يتأثر بها الطفل)، فالاسرة هي المؤسسة التربوية الأولى في حياة الطفل ، و هي البيئة الطبيعية التي تتعهد الطفل بالتربية فهي ترعى نمو الطفل الجسماني والعقلي والوجداني والخلقي كما قال المربي الانجليزي “هربرت سبنسر” (هدف التربية هو إعداد الفرد للحياة الكاملة بنواحيها الخمس التالية مرتبة حسب أهميتها و هي الناحية الصحية والمهنية والعائلية والثقافية والعاطفية)، و تنجح الأسرة في هذه المهام متأثرة بالظروف المحيطة بها من حيث الفقر والغنى و البيئة الصحية من حيث الشمس والضوء والنظافة والغذاء الصحي المناسب والرعاية الصحية.ويقول الأستاذ المتقاعد عارف أحد الناجحين بأسرته عن تجربته بأن البدايات الصحيحة توصلنا للنتائج الجيدة المرتقبة ولقد اعددت نفسي مع زوجتي للمضي بأولادنا منذ ولادتهم ضمن خطة ومنهج وضعتها قبل قدوم اولادنا من حيث العدد و طرق التربية و اساليب الثواب و العقاب فوصلنا بهم إلى أعلى درجات العلم و اول مراتب السعادة و النجاح ضمن إطار من الجدية و المسؤولية و الحزم مع الحوار الهادئ و المشاركة الإيجابية في اتخاذ القرارات) ..فالطفل يتعلم من أسرته و هو دائم السؤال … دائم البحث و الاستكشاف وهو يلجأ إلى أبويه.. و يتعلم اول دروس الحب و الكراهية في المنزل ، مما يلمسه من حب والديه له و كراهيتهم لمن يؤذونه، فالاسرة التي يغلب عليها صفة الاحترام و العطف تكون الأثر المباشر في جعل جو الأسرة مفعما بالسعادة و التعاطف والود فيشعر بالحماية و السلامة لأنه عرف ان المحيطين يفهمون سلوكه و يعطفون عليه فتخلو شخصية الطفل من العقد النفسية و من الكبت، و ينشأ سليم العقل قوي الشخصية قادرا على تحمل المسؤولية ناجحا في حياته. يؤكد الباحث التربوي و الاجتماعي عبد العزيز الخضراء على دور الأم الهام في حياة الطفل حيث يقول : (الأم هي الحب الأول في حياة الطفل و اهم شخص لصحته و سعادته و هي المزيل الأول لآلامه و هي النبع الأول و الأساس للحب و الحنان و العطاء وهي مصدر كل خير و نجاح).. فالام منذ فجر الخليقة لها قوة الوحي و الإلهام لأبنائها وهي مصدر صفوهم و سعادتهم فهي كالروح السارية تحركهم بالحب و هي العقل المنير يضيء لهم الظلمات وهي سر سعادة الوجود و معقد الرجاء و آية الله ورحمته في الأرض.