الثورة أون لاين – تحقيق حسن العجيلي:
يمكن القول بأن “الشدة تكشف وجهاً آخر” بما يخص واقع النقل الداخلي في حلب، فأزمة المحروقات كشفت العديد من مكامن الخلل في قطاع النقل وسوء العمل من بعض سائقي السيارات العامة والميكروباصات ومستثمري باصات النقل الداخلي والتي كشفتها محافظة حلب بإحالة /14/ ملفاً للتحقيق نتيجة مخالفات باستجرار وتوزيع المازوت المدعوم من بينها قيام عدد من شركات النقل الداخلي الخاصة (الاستثمار) باستجرار مخصصاتهم (دون تشغيل الباصات).
إحالة المخالفين للرقابة..
نائب رئيس المكتب التنفيذي لمحافظة حلب أحمد ياسين لفت إلى أنه تم إيقاف تزويد العديد من المركبات بمادة المازوت نتيجة مخالفتهم وتم إحالة ملفات المخالفين للجهات الرقابية من قبل محافظة حلب، مضيفاً بأن موضوع باصات النقل الداخلي “الاستثمار” هي من شأن مجلس مدينة حلب.
مجلس المدينة يراقب ويختبر..
بدوره مدير هندسة المرور في مجلس مدينة حلب المهندس عمار سليمان أوضح أنه تم إيقاف تزويد الباصات المستثمرة بمادة المازوت ضمن إيقاف مخصصات أكثر من 7 آلاف آلية في مدينة حلب، مبيّناً أنه تم خلال فترة التوقيف إجراء اختبارات لعدادات الباصات “الكيلومتراج” لمراقبة مسافات السير عبر لجان مختصة من الشركة العامة للنقل الداخلي ومجلس المدينة، كاشفاً أن عدداً من الخطوط عاد للعمل ومنها ما سيعود قريباً والبالغ عددها ما بين 75 إلى 80 باصاً موزعة على 6 شركات استثمارية تخدم 8 خطوط ضمن المدينة.
ارتياح شعبي..
هذه الشدة انعكست أزمة في قطاع النقل عانى منها المواطن بشكل متزايد مع ازدياد أزمة المحروقات وتخفيض المخصصات للميكروباصات، لتتصدى الشركة العامة للنقل الداخلي بحلب لهذه الأزمة بالرغم من الصعوبات التي تعانيها من قلة عدد الباصات والعاملين عبر تشغيل باصاتها على عدد من الخطوط التي توقفت الميكروباصات والباصات المستثمرة عن العمل عليها، وهذه الخطوة لاقت ارتياحاً شعبياً كبيراً بين المواطنين الذين يعتبرون القطاع العام الملجأ لهم وخاصة في الشدة، فباص “الدولة” كما قال أحد المواطنين أفضل من الخاص.
تواتر جيد ومعاملة حسنة..
يقول أبو محمود من سكان حي الأشرفية: إن باصات النقل الداخلي الحكومية أفضل من الباصات المستثمرة لعدة اعتبارات منها حسن التعامل من قبل السائقين وجودة الباصات العاملة من الناحية الفنية.
ويوافقه الرأي الحاج سعيد مضيفاً بأن تواتر الباصات الحكومية أفضل من المستثمرة كما أنها تلتزم بالعمل لساعات أكثر ليلاً بخلاف المستثمرين الذين كانوا يوقفون العمل باكراً.
وتأمل أم فراس وهي موظفة بأن يستمر عمل باصات الشركة العامة للنقل الداخلي بشكل دائم وأن يتم إيقاف الاستثمار بخطوط النقل الداخلي.
ويؤكد الحاج أبو حسين التدخل الإيجابي لشركة النقل الداخلي خفف من الازدحام وساهم بطمأنة المواطنين بوجود باصات عاملة بشكل دوري ولساعات طويلة من اليوم.
نعمل بطاقتنا القصوى..
المهندس حسين سليمان مدير عام الشركة العامة للنقل الداخلي بحلب أوضح “للثورة” أن الشركة ونتيجة أزمة النقل التي حصلت وتوقف الشركات الاستثمارية عن العمل تصدت لهذه المهمة بإمكاناتها المتواضعة وزجت بالباصات القليلة الموجودة للعمل على مختلف الخطوط ومنها خط الأشرفية وشارع النيل والسكري وصلاح الدين، إضافة إلى التدخل الإسعافي بالتنسيق مع فرع المرور بحلب لمعالجة الازدحام الذي يحصل في المحاور الأساسية مثل ساحة الجامعة أو دوار الصخرة أو دوار عمر أبو ريشة ليتم نقل المواطنين إلى أحيائهم أو أماكن عملهم.
وأشار المهندس سليمان إلى أن الشركة تعمل بأقصى جهد لتقديم خدمات النقل للمواطنين، وأن الصدى الإيجابي لعمل الشركة يضع على عاتق الشركة مزيداً من المسؤولية لتقديم جهود أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يلامس الحياة اليومية للمواطنين.
تصوير – خالد صابوني