الثورة أون لاين : نيفين أحمد
اعتاد السوريين على ممارسة أجواء رمضانية خاصة وعادات قديمة عريقة لكن هذه العادات تكاد أن تندثر إثر الحرب الارهابية التي تعيشها سوريا، فقد اختلفت الاجواء والعادات بين رمضان الحاضر والماضي .
كان قديماً يمثل رمضان فرصة نادرة للم شمل أفراد الأسرة بالاضافة الى بعض الاجواء التي كانت ومازالت موجودة ترتبط بمظاهر رمضانية منها “سكبة رمضان” على الرغم من قلتها لكنها ماتزال الى الان لكن على مستوى ضعيف وذلك بسبب الظروف التي يعيشها الناس ومن الطقوس الرمضانية ايضا التي اعتادها السوريين أرغفة الناعم و المعروك التي تراها منتشرة في كل شوارع المدينة ،بالإضافة الى انتشار باعة المرطبات “العرقسوس والجلاب وتمر هندي” وغيرها و الحلويات التي ارتبطت برمضان فقط.
كبار السن يفتقدون الحميمية بشهر رمضان
اختلف رمضان كثيراً بين الماضي والحاضر ويتخوف الكثيرين من المستقبل على التقاليد والعادات الجميلة لا سيما أن لهذا الشهر الكريم عادات وتقاليد كثيرة منها ما استمر حتى الآن ومنها ما اندثر لكنه ظل حياً في ذاكرة كبار السن الذين تحدثوا إلينا بشغف وحب عن أيام رمضان الجميلة في الماضي وعن الذكريات الحلوة التي حملوها منذ طفولتهم .
العم أبو أحمد يقول: رمضان كان شهراً للخير وأهل الحي الذي كنت أسكن فيه كانوا يعيشون كأسرة واحدة لا أذكر فقراء في ذلك الزمان لا يجدون ما يأكلون لأن أهل الحي كانوا يطعمون بعضهم بعضاً في طقس “سكبة رمضان” وأذكر عندما كنا نجلس على مائدة الإفطار كانت أمي تشير إلى مصادر أطباق المائدة، فتقول: هذا الطبق من جارتنا أم علي وذاك من أم محمد وذاك من فلانة ويسترسل العم في ذكرياته تلك كانت الطيبة في رمضان فلا يأكل الجار وجاره جائع أما هذه الأيام فقد تغير الناس وتغيرت الدنيا فالجار لا يعرف جاره ويكتفي بإلقاء تحية رسمية عليه ولدى سؤالنا عن العلاقات بين الأقارب في رمضان يقول كنا جميعاً نلتقي على مائدة الإفطار أما الان فقد اندثرت تلك الحالة بحكم ظروف معينة .
يتابع صديقه العم أبو سائر ما تغير مع الزمن ليس العادات والتقاليد، وإنما نفسيات الناس فالمادة تشغل الناس بعضهم عن بعض هذه الأيام وكثيرون منهم لا يكترثون بالاجتماعات العائلية وصلة الرحم أو القيام بأعمال الخير في رمضان·
بدايته “المرق”.. ووسطه “لخرق”.. ونهايته “صر الورق”
يطلق على العشر الأُوَل من شهر رمضان “المرق” لانهماك الناس بطعام رمضان وموائده المتنوعة ،أما العَشر الوُسْطَى من شهر رمضان فيسمونها “للخِرَق” أي لشراء ثياب وكسوة العيد ولوازمه حيث تكتظ الأسواق السورية بالمتسوقين فتنار أضواؤها وتفتح أبوابها حتى وقت السحور وفي العَشر الأواخر من شهر رمضان فيسمونه “صر الورق ” حيث تنهمك النسوة بإعداد حلوى العيد.
ولكن هذه الطقوس والعادات الرمضانية تبدلت اليوم بسبب ظروف الارهاب والحرب الاقتصادية التي تمر بها حاليا بلدنا الحبيبة ..على الرغم من ذلك سترجع سورية كما كانت.. “وبكرة أحلى” .