الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن التزام أمريكي دائم وحازم تجاه “إسرائيل”، ما عزز الثقة لدى الحكومة الإسرائيلية وسط تساؤلات حول جهود إدارة بايدن لإحياء المفاوضات النووية مع إيران، العدو اللدود “لإسرائيل”، وتأتي محادثات أوستن الأولى مع “إسرائيل” منذ أن أصبح مديراً للبنتاغون في كانون الثاني الماضي، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن للاستفادة من التقدم الدبلوماسي في الشرق الأوسط الذي حققته إدارة ترامب، والتي توسطت في صفقة لتطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وعدة دول عربية.
هل هي صدفة، زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى “إسرائيل” في الوقت الذي أعلنت فيه إيران استهداف منشأة نطنز النووية تحت الأرض بعمل تخريبي بعد ساعات فقط من بدء تشغيل أجهزة طرد مركزية جديدة ومتطورة قادرة على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع، حيث تسببت “إسرائيل” بانقطاع التيار الكهربائي، وهو ما سيؤدي إلى زيادة التوترات بين الجانبين، المنخرطين بالفعل في صراع ظل عبر الشرق الأوسط، الأمر الذي وصفته إيران بأنه “إرهاب نووي”.
بعد لقائه مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس، قال أوستن إنه أعاد التأكيد على أن التزام بلاده “بإسرائيل” ثابت ومتين، وقال غانتس إن حكومته تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها “شريك كامل” في مواجهة التهديدات، “ليس أقلها إيران”، وأكد غانتس في بيانه المعد “طهران اليوم تمثل تهديداً استراتيجياً للأمن الدولي والشرق الأوسط بأكمله وإسرائيل.
وأضاف: “سنعمل عن كثب مع حلفائنا الأمريكيين لضمان أن أي اتفاقية جديدة مع إيران ستؤمن المصالح الحيوية “لإسرائيل” والولايات المتحدة، وتمنع حدوث سباق تسلح خطير في منطقتنا، كما تحمي “إسرائيل”.
وتأتي زيارة أوستن لتهدئة القلق الإسرائيلي بشأن محاولة إدارة بايدن ترتيب أوراقه لإعادة الدخول في الصفقة النووية الإيرانية، التي تعارضها “إسرائيل”.
وصف نتنياهو إيران منذ سنوات بأنها تهديد وجودي “لإسرائيل” بسبب سعيها المزعوم لامتلاك سلاح نووي ودعمها لحزب الله اللبناني، واتهم نتنياهو ، الذي يرأس حكومة لديها برنامج سري للأسلحة النووية، إيران بالسعي للحصول على أسلحة نووية لاستخدامها مع صواريخها الباليستية، في المقابل أكدت إيران أن برنامجها النووي سلمي، وقال نتنياهو الأسبوع الماضي: “علمنا التاريخ أن صفقات مثل هذه لا تساوي شيئًا”.
في الأسبوع الماضي، تعرضت سفينة إيرانية قيل إنها كانت تعمل كقاعدة للحرس الثوري قبالة الساحل اليمني لانفجار، وألقت إيران باللوم على “إسرائيل” في الانفجار.
بالإضافة إلى التأكيدات المتكررة من الإدارات الجمهورية والديمقراطية بأن الولايات المتحدة ستسعى للحفاظ على التفوق العسكري النوعي “لإسرائيل” على خصومها الإقليميين، فقد استثمرت واشنطن لسنوات بشكل كبير في مساعدة “إسرائيل” على تطوير تقنيات الدفاع الصاروخي.
القبة الحديدية هي واحدة من أكثر النجاحات التي تم الترويج لها في مجال الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، إنه نظام متنقل مضاد للصواريخ تم تطويره لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى غير الموجهة وتبين مدى فشلها بالرغم من كل الدعم المقدم لها حيث لم تستطع إيقاف جميع القذائف التي أطلقت من قطاع غزة منذ أن تم إطلاقها قبل عقد من الزمن.
اشترى الجيش الأمريكي مؤخرًا بطاريتي قبة حديدية بناءً على طلب الكونغرس لمواجهة صواريخ كروز، هناك تساؤلات في “إسرائيل” حول نوايا الولايات المتحدة في تحويل الأولويات العسكرية بعيدًا عن الشرق الأوسط من أجل التركيز بشكل مكثف على الصين وروسيا باعتبارهما تهديدات أكثر أهمية لأمن الولايات المتحدة.
إيران هي المصدر المركزي للقلق لدى “إسرائيل” وجماعات الدعم في الولايات المتحدة، وجادل المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، أو JINSA ، في تقرير الأسبوع الماضي بأن مثل هذا التحول في أولويات الولايات المتحدة من شأنه أن “يرسل إشارة خاطئة” بينما تبدأ إدارة بايدن محادثات غير مباشرة مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى الدولية، التي انسحب الرئيس دونالد ترامب منها عام 2018.
وقال تقرير JINSA: “مع انخفاض القدرات الدفاعية والانسحاب الأمريكي المتصور من المنطقة، لن يتم تحفيز طهران ووكلائها إلا على اتخاذ إجراءات أكثر خطورة لزعزعة استقرار جيرانها “وأكد مايكل ماكوفسكي رئيس JINSA والمسؤول السابق في البنتاغون، إن زيارة أوستن تأتي في الوقت المناسب بشكل خاص، بالنظر إلى تحركات إدارة بايدن نحو إعادة الاتفاق النووي.
وقال ماكوفسكي في بيان: “تبني إسرائيل وتعزيزها يرسل إشارة واضحة إلى إيران، وهو ما سيعزز فقط خيارًا عسكريًا موثوقًا به ضد إيران والنفوذ الأمريكي في المحادثات”.
بقلم روبرت بيرنز
المصدر: وكالة أسوشيتد برس
السابق