الثورة أون لاين – تحقيق حسين صقر:
أول ما يطالعك وأنت تتجول في قرى جبل الشيخ التي تعد امتداداً لغوطة دمشق الغربية الطرقات المتعرجة التي تسحر عين الناظر، وتنساب عن جنباتها الأنهار وتنبجس من حولها الينابيع العذبة، وتحيط بها الأشجار المثمرة المعمّر منها، والحديث الزراعة في الأراضي الغنية التي تم استصلاحها وإعادة تشجيرها بعد خروج المجموعات الإرهابية، حيث لم يتركوا منها مزروعاً سوى الأراضي التي يملكونها، تماماً كما المنازل التي اتخذوها موئلاً لارتكاب جرائمهم.
أما اليوم فقد عاد الأمن والأمان إلى تلك المناطق، ونهض الأهالي نهضة رجل واحد لإعادة إعمار وبناء وترميم واستصلاح ما دمرته المجموعات الإرهابية، وذلك بهدف إعادة تلك المناطق والقرى والبلدات إلى سابق عهدها، آمنة مستقرة تنعم بالراحة والسكينة، وتعود معها علاقات التعاون والأخوة أفضل مما كانت عليها قبل الحرب العدوانية على سورية، وبعد أن لوثتها أحقاد عصابات الإرهاب والإجرام وداعميهم.
أهالي مزرعة بيت جن يسرّعون عجلة إعادة الإعمار
وفي جولة ميدانية (للثورة) على تلك المناطق الواعدة بالأمل والعمل قال الأستاذ علي محمود عثمان مدير مدرسة مزرعة بيت جن المختلطة حلقة ثانية – إعدادية: لأن الوطن يحتضن الجميع، عادت قرية مزرعة بيت جن في ربيع عام 2018 إلى حضن الوطن، وعاد أهلها إليها، موضحاً أنه في القطاع التربوي، تم تكليف مديرين للمدارس وجهاز إداري، بعد أن كانت المدارس خارج الخدمة، وكان قسم من أثاثها مدمرا والآخر قد تعرض للسرقة.
وأضاف عثمان بدأنا العمل بكل جد ونشاط وقوة إرادة، وذلك وبالتعاون مع مديرية تربية ريف دمشق، حيث بدأت التربية بصيانة سريعة للمدارس، بعد أن كان قسم كبير منها متضرراً، وذلك بالتوازي مع استجرار اللوازم المطلوبة، وكان العمل سريعاً، بحيث كنا نسابق الزمن مع التجاوب الكبير لمديرية تربية ريف دمشق.
وتابع أنه في بداية العام الدراسي 2018 – 2019 وفي الموعد المحدد تم فتح المدارس، وكانت عودة الأهالي إلى البلدة سريعة جداً، وبنسبة 85 بالمئة من السكان، بينما كانت تجهيزات المدارس كافية إلى نحو 85 % من حيث عدد المقاعد والتجهيزات المكتبية.
وأوضح عثمان: يبلغ العدد الإجمالي لطلاب مزرعة بيت جن 1100 طالب وطالبة حالياً في كافة المراحل التعليمية، ونوه أنه بعد ظهور وباء كورونا في العالم، تقوم التربية بتسليم مواد التنظيف للمدارس وبشكل دوري، وتسير العملية التعليمية بصورة ثابتة ومدروسة، وتم تعيين مشرفين صحيين لمتابعة الحالة الصحية للطلاب، ولكننا مع ذلك نعاني من بعض المشكلات والصعوبات في مدارسنا ونحن اليوم بحاجة إلى صيانة مدرستين الإعدادية والثانوية، علماً بأن باقي المدارس تمت صيانتها.
كما أننا بحاجة لإجراء صيانة ضرورية جداً وإسعافية لدورات المياه في مدرسة مزرعة بيت جن حلقة ثانية، حيث أن قسماً منها معطل، بالإضافة لرفد المدارس، وخاصة الإعدادية والثانوية بالكادر التعليمي المؤهل، وذلك بسبب النقص الكبير من هذا الكادر وخاصة في المواد العلمية، بالإضافة لتجهيز قاعة الحاسوب في المدرسة الإعدادية.
الإرهابيون ينشرون الخوف ويروجون للشائعات
وفيما يخص المدارس أيضاً وبعض الخدمات الأخرى أفاد بعض الأهالي أنه في الفترة الممتدة من 20 آذار 2013 حتى 2 نيسان 2018، ومع
دخول العصابات الإرهابية إلى قرية مزرعة بيت جن، قاموا بسرقة محتويات المدرسة من مازوت تدفئة ووسائل تعليمية وأجهزة كهربائية، ونهبوا الأبواب والنوافذ وأسلاك الكهرباء ودمروا جدران البناء والسور ودورات المياه.
و ذكروا كيف قامت المجموعات الإرهاريية بنشر الخوف و الرعب و الشائعات عن وجود عبوات ناسفة وسيارات مفخخة لمنع الطلاب من الذهاب إلى المدارس، وهو ما أدى فعلاً لانقطاع عدد كبير من التلاميذ عن المدرسة وأصبحوا مشردين، ليتم تجنيد أعداد منهم في صفوف المجموعات الإرهابية.
وأوضح أحد المدرسين أن تلك الأحداث أثرت على العملية التعليمية، إذ ترك معظم أهل القرية بيوتهم، ومن بينهم المعلمون الذين انتقلوا ولا زالوا خارج القرية، أما اليوم فقد يعمل الجميع بيد واحدة لإعادة الأوضاع إلى ماقبل الحرب الإرهابية، ونعمل كفريق عمل لتجاوز تلك المرحلة المؤلمة من عمرنا.
وقال إن آثار الأعمال الإرهابية تركت بصماتها على المعلمين من الناحية المادية، بعد أن هددت تلك العصابات بعضهم نتيجة مواقفهم الوطنية، وسرقت ممتلكاتهم وخربت أرضهم وبيوتهم.
ورغم أنه تم ترميم وصيانة أجزاء من المدارس، إلا أنها مازالت بحاجة لبعض الأعمال الأخرى، مثل الكهرباء و المياه ووسائل التدفئة وبعض الأثاث، وعملت وزارة التربية مشكورة بالتعاون مع القوى الأمنية وقواتنا المسلحة الباسلة والإدارة المحلية على تخطي معظم هذه الأمور من خلال إعادة الأمن والأمان، وترميم المدارس وبناء طابق إضافي في إحداها وتزويدها ببعض اللوازم والوسائل و الأثاث حسب الإمكانية.
يذكر أن عدد سكان مزرعة بيت جن وقرية بيت جن يبلغ أكثر من 20 ألف نسمة، تم تهجير أغلبيتهم جراء جرائم
التنظيمات الإرهابية من “جبهة النصرة” وغيرها إلى قرى وبلدات محافظتي دمشق وريفها منذ أكثر من ست سنوات.
أعمال كثيرة أنجزت ونأمل المزيد
بدوره قال السيد سامر الصفدي أمين الفرقة الحزبية في مزرعة بيت جن: إن قرية المزرعة من المناطق التي كانت تنعم بالأمن والأمان قبل الحرب الإرهابية، وهي من قرى محافظة ريف دمشق الرائعة التي تتربع على سفوح جبل الشيخ الأشم وتتميز بجمالها الأخاذ وخيراتها الوافرة، حيث أعطاها الله من واسع كرمه ما لا يعد أو يحصى من الأنعام، وأهلها الطيبون تجمعهم علاقات المودة والألفة ، لكن قريتهم كباقي معظم المناطق في وطننا الغالي تعرضت لإرهاب العصابات المجرمة، وطالت فيها يد غدرهم الطرقات والبنى التحتية، وعاث فيها الإرهابيون خراباً، لكن بهمة الجيش العربي السوري وعزيمة أهلنا الشرفاء الصامدين نعمت بالنصر المؤزر والأمان وتم دحر الإرهابيين منها، وعادت القرية محررة كريمة إلى حضن الوطن بعد إجراء المصالحات والتسويات، وعاد أهلها المهجرون إليها من كل المناطق التي غادروا إليها، من الداخل والخارج، حيث وجدوها شبه خرابة لا حياة فيها نتيجة الأعمال الارهابية، وهنا استعد الأهالي لإعادتها بهية جميلة كما كانت، و شمر كل منهم عن ساعديه و بدأت مسيرة الإصلاح.
وأضاف الصفدي، إن أول ما تم تفعيله من الدوائر الحكومية في القرية ناحية الحرمون، حيث قامت بأعمال رائعة في تأمين الأمن والأمان وكان لجنودها المجهولين وإدارتها الدور المثمر في ذلك.
وأوضح أنه تم تفعيل عمل الفرقة الحزبية، وكان لها نشاطها المميز بالتعاون مع مدير الناحية وبعض وجهاء القرية في إعادة وتفعيل باقي الخدمات وأولها المدارس، والكادر التدريسي، حيث لم يتأخروا عن تقديم أية أعمال لصالح المدرسة، كما تم تفعيل عمل البلدية بعد إجراء الانتخابات وتعيين رئيس بلدية ونقل عملها الى مكانه الأساسي وأشرفت الفرقة الحزبية على هذه الانتخابات، وكذلك بانتخابات مجلس الشعب التشريعية، وكان نشاطها مميزا، ثم استمر العمل بهمة ووتيرة عالية بشكل جماعي متمثلا بالفرقة الحزبية والناحية والبلدية وكوادرهم، وكافة وجهاء أهل البلدة من خلال التواصل مع كافه الوحدات الإدارية والقيام بزيارتها كوفود للمطالبة بتأمين باقي الخدمات لمزرعة بيت جن، من وحدة المياه إلى مكتب الكهرباء الى مديرية كهرباء ريف دمشق إلى مؤسسة الاتصالات حتى محافظة ريف دمشق وغيرها الكثير من دوائر الدولة لتأمين كافه الخدمات المطلوبة.
وأشار الصفدي: لقد تمت تلبية بعض المطالب وتنفيذها وعدد من المطالب، ومازلنا موعودين بتنفيذ البعض الآخر، ونوه أنه تمت صيانة مستوصف القرية مركز الشهيد عبد الله العسراوي ومن ثم تفعيل مركز الهاتف وصيانة بعض المدارس والأمل الكبير في تنفيذ باقي الخدمات ومنها، شبكة الطرق وصيانتها وإعادة تزفيتها، وصيانة شبكة الكهرباء وتبديل المتضرر منها، وإعادة تفعيل مكتب الكهرباء.
وقال إن الخدمات المطلوبة كثيرة، ونأمل بتحقيقها، وتقدم الصفدي بالشكر الكبير للجيش العربي السوري، ولكافة الجهات المختصة التي تسهر على تأمين الأمن والأمان للجميع، وتمنى الشفاء العاجل لجرحى الجيش العربي السوري، والنصر والعزة لقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
الجمعية الفلاحية في مزرعة بيت جن
وقال السيد عطية الشعبي رئيس الجمعية الفلاحية في مزرعة بيت جن: إنه بعد المصالحة والتسويات، عم الأمن بفضل الجيش العربي السوري، وعاد أهالي القرية إلى منازلهم التي اضطروا لمغادرتها هرباً من إجرام العصابات الإرهابية واعتداءاتهم على المواطنين وكانت معظم الأراضي الزراعية قد تعرضت لأضرار كبيرة بالإضافة للمنازل، موضحاً أن المواطنين تمكنوا من تشييد تلك المنازل والبدء بإعادة استثمار تلك الأراضي، وذلك عبر دعم الحكومة و بعض المنظمات الدولية إنسانياً.
وأشار فيما يخص الفلاحين أنه مازالت تنقصهم بعض مستلزمات الإنتاج مثل مادة البذار من أقماح وبقوليات، كما أنهم مازالوا بحاجة إلى الغراس من أجل التشجير وإعادة الخضرة إلى أراضي وحقول القرية، وأضاف أن الحاجة ماسة إلى مادة السماد بنوعيه، وكذلك المبيدات.
وقال الشعبي نحن مستمرون بإعادة عجلة الإعمار والتنمية ونقف معاً لتجاوز الظروف التي تمر بها البلاد حتى النصر واندحار الإرهاب.
بيت تيما تتعافى وأهلها يتكاتفون لإعمارها
وفي قرية بيت تيما قال الأستاذ محمد إدريس مدير ثانوية الشهيد محمد المصري في القرية: يوجد في بيت تيما أربع مدارس، الابتدائية يبلغ عدد طلابها ٧٠٠ طالب وطالبة، وهناك مدرسة الشهيد معاذ أحمد ضاهر الإعدادية ويبلغ عدد الطلاب فيها ٤٥٠ طالباً وطالبة، والثانوية العامة، ثانوية الشهيد محمد المصري والتي اتولى إدارتها ويبلغ عدد الطلاب فيها ٢٥٠ طالباً وطالبة، وكذلك الثانوية المهنية النسوية، ويبلغ عدد طلابها ٧٥ طالبة تقريباً، والفنية التجارية يبلغ الطلاب نحو أربعين طالباً، بالإضافة إلى مجلس بلدي موجود فيها، والمركز الصحي والإرشادية الزراعية.
وأوضح إدريس كيف تعرضت مؤسسات هذه القرية لهجمات التنظيمات الإرهابية، ما أدى لوقوع بعض الأضرار والخسائر في منشآتها، علماً أن هذه المنشات بقيت عاملة خلال طيلة الأزمة، وقدمت المدارس للطلاب التعليم رغم كل الصعوبات التي عانت منها القرية بشكل عام، بسبب إجرام الإرهابيين.
وقال: ملأ قلوب الطلاب الخوف والهلع وهم على مقاعد الدراسة، وكانوا طيلة سبع سنوات لم تغلق أبوابه وتلقى الطلاب تعليمهم، أي حتى تحررت القرية من دنس الإرهابيين، ومَنَّ الله علينا بالفرج بالتسويات التي تمت عام ٢٠١٧، حيث عاد الأمن والأمان الى البلدة بفضل قواتنا الباسلة، وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد حفظه الله، وبفضل الفعاليات الأهلية والاجتماعية والحزبية في البلدة.
وقال إدريس ما تزال بعض البنى التحتية والخدمية في القرية بحاجة إلى صيانة، فيما البعض الآخر تمت إعادة بنائه، لافتاً أنها تحتاج إلى بعض الوسائل الماسة لإتمام العملية التعليمية، مثل آلة تصوير في الثانوية العامة، علما بأن المدرسة ترفد المجتمع بكوادر مميزة من أطباء ومهندسين وباقي الاختصاصات، وأشار أن جميع المدارس تحتاج إلى الصيانة وإلى كوادر علمية في الثانوية، وخاصة مدرسي مادة الفيزياء، ونوه أن المستوصف أيضاً بحاجة للصيانة وإلى بعض الأجهزة ليتم تقديم خدمات أكبر للأهالي.
وأكد إدريس أن الحكومة والجهات المختصة قدموا الكثير من التسهيلات في هذه القرية لإنجاح عملية التعليم والخدمات، ولكن لا نزال حتى اللحظة نطالب بعدد أكبر من الخدمات حتى نصل إلى الحد المقبول.
وتمنى إدريس في الختام النصر المؤزر لجيشنا البطل، وأن يعم الأمن والأمان في كل الربوع والأراضي السورية الحبيبة.
فعاليات القرية تعبر عن سعادتها بعودة الاستقرار
وخلال وجودنا في القرية عبر أهالي قرية بيت تيما عن سعادتهم بعودة الأمن والأمان إلى قريتهم ، واستذكروا الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون بالقول: لقد تعرض بلدنا الحبيب لحرب إرهابية مازلنا نعيش آثارها الكارثية حتى اليوم، وقد تركت تلك الحرب العدوانية آثاراً سلبية كبيرة مادية ومعنوية، وذلك نتيجة تهجير السكان من منازلهم وقراهم، وفقدانهم لأعمالهم، وهو ما أدى بالنتيجة لضعف المردود المادي الذي بدوره أثر على تلبية أغلب احتياجات الطفل من لباس وغذاء واقتصاره على القليل مما هو مطلوب، ما أدى أيضاً إلى الوهن الجسدي، وضعف مناعته وتركيزه وتشتت انتباهه، كما ظهرت حالات كثيرة للسرقة عند الأطفال، ومنهم من ترك المدرسة بهدف العمل وتأمين لقمة العيش، ومنهم من ترك الدراسة بسبب عدم قدرة الأهل على تأمين المستلزمات الضرورية للدراسة، وغيرها من الأمور و الحاجات الضرورية.
وقال أحد المدرسين: كان أهم سبب أثر بنفسية بعض الأطفال وفاة والديه أو تعرضه لأعمال إرهابية، ولكن بعد إعادة السيطرة على القرية وعودة الأمن والأمان لها، حاولنا جاهدين تعزيز الثقة بنفوس بعضنا، ونتابع اليوم تلك الخطا بعزيمة وإصرار.
وأوضح أن الطفل الذي فقد أحد والديه لا شك أنه فقد جزءاً كبيراً من شخصيته، حيث سببت هذه الأحداث وغيرها الخوف والرعب للأطفال، كما ظهر حالات من الخجل وضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس، لكننا اليوم نتجاوز معاً كل هذه الآلام، مع إصرارنا على تجاوز المرحلة الماضية من عمر الحرب العدوانية.
وقال آخر: نرى من الضروري تعيين مرشد نفسي و اجتماعي مساعد للطلاب لتخطي هذه الحالات والوصول بهم إلى الأمان، كما نأمل أن يعود الأمن والأمان لوطننا الغالي تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد وأن تعود البسمة والفرحة والصحة للأطفال الأعزاء كي يعيشوا حياة هادئة مليئة بالسعادة والفرح والاطمئنان.
نجدد العهد والوعد
بدوره قال الأستاذ منذر حيدر رئيس مجلس بلدة بيت تيما: أنه بعد أن دحر جيشنا الباسل الإرهاب بأنواعه وحقق انتصاراً ساحقاً عليه، وأعاد الأمن والأمان والاستقرار إلى القرية، تمكن الأهالي من العودة إلى منازلهم، حيث عمل مجلس البلدة جاهداً لتأمين حاجات المواطنين اليومية، وذلك من خلال تأمين سلل غذائية للمواطنين عن طريق الهلال الأحمر، وعمل على إيصال مياه الشرب الى خزان القرية، وصيانة أسلاك الشبكة الكهربائية.
ولفت حيدر الى استمرار العمل بتنظيف شوارع القرية من الأوساخ والأتربة التي خلفتها المجموعات الإرهابية، وساهمت بتشغيل مخبز القرية الآلي، وتأمين مخصصات المواطنين من مازوت التدفئة والغاز ضمن الإمكانات المتاحة، وكذلك تأمين مستلزمات الفلاحين بالتعاون مع الجمعية الفلاحية، وأكد رئيس مجلس بلدة بيت تيما مواصلة العمل مع الفعاليات والكوادر في القرية لتأمين كافة المتطلبات الضرورية للأهالي، متمنيا النصر لجيشنا الباسل حتى دحر آخر إرهابي عن أرض الوطن وتنظيف البلاد من رجس التطرف، وجدد وأعضاء المجلس وقوفهم خلف قيادة الرئيس الأسد الحكيمة والشجاعة حتى يبقى وطنا آمناً متقدماً منتصراً.
وأهالي بيت سابر يدا بيد
وفي قرية بيت سابر التي لم تسلم أيضاً من إرهاب العصابات المدعومة من الخارج عبر الأهالي عن فرحهم بعودة الأمن للقرية واستعدادهم للمرحلة المقبلة التي ستعود بالخير والرفاه على الوطن بشكل عام، ولاسيما مع اقتراب مرحلة الاستحقاق الدستوري، وقال أحد المدرسين: لقد مرت على مدارسنا في السنوات الأخيرة من عمر الحرب الإرهابية ظروف قاسية، تركت آثارها المدمرة على أطفالنا، بدءاً من الحالة المادية إلى النفسية والجسدية، و تعرضت مدرستنا لسقوط قذيفة هاون أطلقتها العصابات الإرهابية، وتسببت بأضرار بليغة وجسيمة بالإضافة إلى الرعب والهلع الذي أصاب المعلمين والتلاميذ.
وأضاف أن بعض الكوادر تعرضوا للاختطاف والتعذيب بشكل وحشي، بسبب مواقفهم الوطنية، كما تسبب إجرام العصابات باستشهاد الكثير من الأهالي والأطفال، في وقت تعرضت فيه البلدة إلى الكثير من الحوادث أدت إلى تهجيرهم، لكن بعد عودة الأمان والأمان إلى المنطقة وسيطرة الجيش ننعم بالاستقرار، واليوم يقف الأهالي والفعاليات الحكومية في القرية متكاتفين لإعادة الإعمار والبناء والقيام بأعمال الصيانة للبنى التحتية ووضعها في الخدمة، والاستعداد للمرحلة القادمة التي نأمل أن يعم فيها الرفاه بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
مغر المير تنبض بالحياة
وبشأن قرية مغر المير أكد السيد فؤاد بشارة: رئيس بلدية حينة التي تتبع لها قرية المغر أن البلدية قامت ببعض الأعمال بعد اندحار الإرهابيين من قرية مغر المير، حيث نفذت مشروع ترحيل الأنقاض بالتعاون مع محافظة ريف دمشق، وعملت على إعادة شبكة الكهرباء بالكامل، وأصلحت بالتعاون مع الكوادر المعنية قسماً كبيراً من الأعطال في شبكة المياه بالتعاون مع وحدة مياه سعسع.
وقامت منظمة إسعاف أولي بتوجيه من المحافظة والبلدية بترميم ٧٨ منزلاً ليصبحوا جاهزين للسكن، وبين بشارة أنه تم توقيع عقد لتنفيذ شبكة الهاتف الأرضي بالكامل وصيانة قسم من شبكة الصرف الصحي، حيث قامت البلدية بإعداد كشوف تقديرية لتنفيذ مشاريع تعبيد وتزفيت وصرف صحي وإنارة شوارع لحين تقديم إعانات مادية من قبل المحافظة.
وأوضح رئيس بلدية حينة بالإضافة إلى ذلك تم وضع المدرسة بالقرية في خطة العام الحالي، منوهاً أنه بالنسبة لقرية المقروصة تم تنفيذ مشروع صرف صحي العام الماضي، كما تمت صيانة الإنارة العامة، ووضع كشف تقديري لتنفيذ مشاريع تعبيد وتزفيت، ومازلنا بانتظار الإعانة المادية، ومراسلة المحافظة والخدمات الفنية لصيانة الطريق العام من مغر المير حتى المقروصة.
وقد عاد الأهالي من قرية مغر المير بعد تحريرها من الإرهاب، وبدأت القرية تستعيد عافيتها عبر إعادة الخدمات الأساسية، وذلك حسب أحد الأهالي الذي قال: عاد الأهالي إلى منازلهم بعد أن هجّرتهم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “جبهة النصرة”، وأضاف: بدأت الفعاليات الشعبية بالتعاون مع الجهات الحكومية بإعادة كافة الخدمات الضرورية، بعد أن باتت المنطقة بعهدة الجيش العربي السوري البطل وآمنة بشكل كامل.
وذكر بشارة كيف تمكن الجيش العربي السوري من التقدم بالمنطقة بعملية عسكرية واسعة، أفضت إلى تطويق الفصائل الإرهابية المدعومة من إسرائيل في بلدتي مغر المير وبيت جن ومزارعها، ما دفع الفصائل الإرهابية إلى طلب الاستسلام والخروج من المنطقة إلى إدلب ودرعا، وهو ما تم التوصل إليه وفق اتفاق تم تنفيذه بشكل كامل.