الثورة أون لاين- يحيى موسى الشهابي:
شهر رمضان المبارك بخصوصيته و بطقوسه المميزة وروحانيته قد تجعل بعض الأشخاص ولأسباب صحية لا يستطيعون الصيام والامتناع عن الطعام والشراب نهاراً كالمريض بمرض مزمن مثلاً ،أو لوضع خاص كالسفر،أو غيره من الأسباب المشروعة،وهناك أشخاص قد يجيز لهم الطبيب الصيام وذلك وفق شروط معينة وخاصة بعد تعديل طريقة العلاج وزمن تناول الأدوية وبما يتفق مع خصوصية كل مريض بحيث يستطيع الامتناع عن الطعام والشراب نهاراً،وتناول وجبتي الفطور والسحور مساء، وقبل الفجر وهذا حال مريض السكري موضوعنا اليوم ، ولكن هذا الإيجاز يبقي مريض السكري معرضاً لخطورة الوقوع في العديد من الإشكالات الصحية التي قد تحدث وهذا الأمر يتطلب منه أي المريض الصائم أن يبقى حذراً ومتيقظاً للإجراء المناسب والصحيح في الوقت المناسب للحفاظ على وضع صحي متوازن ،فالجمعية السورية لرعاية السكرين وفي إطار نشاطها التوعوي والتثقيفي دأبت على لحظ الإشكالات الصحية التي يتعرض لها مريض السكري وسبل تجاوزها والتي نذكر منها :
بعض الإشكالات الصحية
وقد يتعرض المريض لنقص شديد في نسبة السكر فيما إذا أهمل تناول السحور مع تناوله الأدوية الخافضة للسكر أو إذا قام ببذل مجهود عنيف أثناء فترة الصوم وأعراض ذلك .(الجوع الشديد ،الشعور بالتعب الإرهاق المفاجئ والمتزايد ، الدوار والصداع ،زيادة إفراز العرق ورعشة باليدين وزغللة العين، زيادة ضربات القلب )عند تلك الحالة على المريض عدم إهمال علاج ذلك، بالإفطار فوراً وتناول العصير أو أي سائل محلى بالسكر العادي مع وجبة غنية بالنشويات وأن يخبر طبيبه المعالج بما يحصل معه لكي لا يتعرض لغيبوبة نقص سكر حتى لو كان يفصله عن آذان المغرب أقل من ساعة، فالنسبة المقبولة لسكر الدم أثناء اليوم الواحد من شهر رمضان يجب أن تكون أكثر من 100 وأقل من 200مليغرام.
أما الإشكال الآخر يتمثل بالارتفاع الشديد في مستوى سكر الدم والتي يتعرض لها المريض المهمل بأخذ العلاج مع الإفراط في تناول الطعام المتخم بالسكريات المركزة كالحلويات والعصائر بعد آذان المغرب وخلال السهرة وفي وجبة السحور وأعراضه (العطش الشديد ،وكثرة التبول ،وجفاف الحلق ،والصداع وآلام البطن والقيء ثم الشعور بالتعب الشديد والإنهاك ).ماقد يؤدي إلى غيبوبة ارتفاع سكر الدم قبل حلول المساء لذا يستحسن على من يشعر بهذه الأعراض أن يتوجه للمشفى فوراً والبدء بتلقي العلاج قبل أن تتدهور حالته إلى ما هو أسوأ.
في الأيام الحارة يمكن أن يحدث للمريض نقص شديد في سوائل البدن ما ينتج عنه زيادة في إفراز السكر من الكبد إلى الدم وحدوث ارتفاع شديد وخطير في سكر الدم وفي هذه الحالة لابد من علاجها داخل المشفى لخطورتها . ولذلك لابد من القيام بقياس سكر الدم خلال اليوم الواحد من أيام الصيام عدة مرات في الأوقات التالية : صباحاً وفي منتصف النهار وقبل الإفطار وقبل النوم وقبل الفجر.
أما المرضى الذين يعتمد علاجهم على حقن الأنسولين فقد يعمد البعض منهم إلى الصيام تقليداً للآخرين ورفضاً للنصيحة الطبية فيمتنعون عن حقن الأنسولين ظناً منهم أنهم لا يحتاجونها بسبب امتناعهم عن تناول الطعام فينتج عن ذلك إصابتهم بالحماض الخلوني أو (الكيتوني )والذي هو حالة خطيرة تستوجب المعالجة بالمشفى وتتميز هذه الحالة بعدة أعراض منها (ارتفاع شديد لسكرالدم،عطش حارق،غثيان وإقياء، تجفاف شديد،وآلام باطنية،إنهاك شديد ومتزايد،غصة حارقة خلف الصدر،انبعاث رائحة من النفس تشبه رائحة الأسيتون أو الكحول،رائحة العرق والبول تشبه رائحة التفاح الفاسد،ثم نقص البول وهبوط الضغط وتشوش الرؤية البصرية بشدة مع ضعف الحركة )
ويمكن الكشف عن الحماض الخلوني بواسطة شرائط خاصة تغمس في عينة من البول فتتلون بلون بنفسجي متدرج في كثافة اللون حسب شدة الحماض ويكون سكر الدم في تلك الحالة فوق 260 مليغراماً .
من كل تلك الإشكالات الواردة أعلاه لابد للمريض من ضرورة اتباع تعليمات الطبيب المعالج والإرشادات الخاصة ولاسيما تناول وجبتي الإفطار والسحور ووجبة خفيفة بينهما وغيرهما من التعليمات والنصائح التي يقدمها.