الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
منذ بدء الحرب الظالمة ضد سورية، راهن الغرب على العديد من السيناريوهات المدمرة، فكل أدوات العدوان التي استخدمها- العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية – فشلت في تحقيق أهدافها، ولم تستطع قوى العدوان الغربي الأميركي والتركي والصهيوني ومن يلف بلفيفهم من الأعراب ثني سورية عن مواقفها المبدئية، وفشلت مخططات التقسيم التي كانت ترسمها لها.
وقد شكل الإعلان عن تحديد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية صفعة جديدة لقوى العدوان التي راهنت كثيرا على إحداث مشكلات وخلق عقبات تضع العصي في عجلات مسيرة التحرير والإعمار والبناء، فالاستحقاق الرئاسي يأتي تجسيداً قاطعاً للسيادة السورية ومتانة مؤسساتها وإرادة شعبها الذي لم ولن يسمح لأي قوة أو جهة تتدخل في قراره السيادي المستقل، وسيفشل أي مخطط أو عدوان أو سياسات استعمارية تؤثر على خياراته الوطنية.
وهذا الاستحقاق هو حصيلة مسيرة العملية الديمقراطية التي ترسخت دعائمها في سورية منذ قيام الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، و تتابعت خطواتها المعاصرة خلال قيادة السيد الرئيس بشار الأسد..ديمقراطية تلائم مجتمعنا غير مستوردة أو مفروضة من الخارج أو من مؤسسات الليبرالية الجديدة.. ديمقراطية سورية بامتياز ساهم بوضعها أبناء الشعب السوري بكل مكوناته الثقافية والاجتماعية والسياسية، وتؤكد على الهوية والانتماء للوطن السوري وأمته العربية.
واليوم ما يجري من خطوات للاستحقاق الدستوري الرئاسي هو دون شك حصيلة تطور العمل السياسي الديمقراطي ودور المؤسسات والسلطات التشريعية الشرعية في أخذ دورها المسؤول لنجاح العملية الديمقراطية وفق الدستور الناظم لعمل المؤسسات، ودورها وتحديد صلاحياتها وواجبات المواطنين ومسؤولياتهم في اطار هذه العملية.
سورية ستنتصر بمقاومة شعبها الذي سيقول كلمته في الانتخابات وفي تحديد مستقبله بعيداً عن التدخلات الأجنبية والضغوط، و كما انتصر الشعب السوري على مدى السنين الماضية في الحرب على الإرهاب سينتصر وسينجز هذا الاستحقاق الرئاسي بنجاح، وسيفشل رهانات الغرب والضامرين السوء له، والساعين للتأثير على العملية السياسية والدستور في سورية خدمة لأجندتهم.