“استراتيجيك كالتشر”: لا يمكن لواشنطن الخروج من تحت الإبهام الإسرائيلي

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:

فاز دونالد ترامب برئاسة أميركا عام 2016 وجذب الناخبين له بسبب تعهده بإنهاء العديد من الحروب “الغبية” التي شارك فيها الجيش الأميركي في جميع أنحاء العالم، لكنه أنهى ولايته الجنونية ولم ينهِ أي حرب من تلك التي وعد بها، على الرغم من عدة محاولات ومزاعم للانسحاب من أفغانستان وسورية، وكاد يبدأ صراعات جديدة بعد هجمات بصواريخ كروز واغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
كان ترامب دائمًا يستمع إلى جنرالاته ” المواليين لإسرائيل” في مجلس الأمن القومي وفي البنتاغون الذين أصروا على أنه من السابق لأوانه الانسحاب من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وأن الأمن القومي لأميركا سيكون مهددًا.
لم يكن لدى ترامب الخبرة أو الشجاعة اللازمة لتجاوز جنرالاته وفريق الأمن القومي، لذلك امتثل لحكمهم وكان يتعرض لضغوط مستمرة للقيام بمساعدة ودعم “إسرائيل” التي فرضت استمرار الوجود العسكري الأميركي الكبير لحمايتها وتوفير غطاء للهجمات المنتظمة التي يشنها الإسرائيليون ضد العديد من الدول، وكانت الإمدادات العسكرية والمواقف السياسية الأميركية دائماً حاضرة حتى التبرعات المالية الكبيرة القادمة من أصحاب المليارات مثل قطب الكازينو شيلدون أديلسون، وقد تنازل ترامب “لإسرائيل” أكثر من أي رئيس سابق.
لقد أشار الرئيس جو بايدن بالفعل إلى أنه سيفعل الشيء ذاته بل سيتفوق على ترامب عندما يتعلق الأمر بالحليف الدائم لأميركا “أفضل صديق” لها في الشرق الأوسط.
بايدن، الذي أعلن نفسه على أنه “صهيوني”، بالإضافة إلى ذلك، فإن حزبه الديمقراطي في الكونغرس هو أيضًا موطن معظم الصهاينة الحقيقيين في الحكومة الفيدرالية، أي عدد كبير من المشرعين اليهود الذين كرسوا أنفسهم منذ فترة طويلة لتعزيز المصالح الإسرائيلية.
وقد أحاط بايدن نفسه بأعداد كبيرة من المسؤولين اليهود المعينين كفريق للسياسة الخارجية والأمن القومي، وكثير منهم لديهم علاقات شخصية وثيقة ودائمة مع “إسرائيل”.
مؤخراً عاد وزير الدفاع الجديد لويد أوستن من رحلة إلى “إسرائيل” ليزيل المخاوف الإسرائيلية حول سياسة بايدن، التقى أوستن مع نظيره بيني غانتس وكذلك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكلاهما حذراه من أن “إسرائيل” تعتبر تجديد أي اتفاقية للحد من الأسلحة النووية مع إيران بمثابة تهديد لأمنها، وقالا إن “إيران لم تتخلَ قط عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية وصواريخ لإطلاقها.. لن نسمح لإيران أبدًا بالحصول على القدرة النووية”.
ورد أوستن بالخطوتين المعتادتين بتجنب مخاوف “إسرائيل” التي أعربت عنها، والتي يمكن اعتبارها تهديدًا باستخدام حق النقض الإسرائيلي على محاولة بايدن العودة إلى الاتفاق الأصلي متعدد الأطراف لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وقال إن إدارة بايدن ستستمر في ضمان “التفوق العسكري النوعي لإسرائيل” كعنصر في “التزام أميركا القوي تجاه إسرائيل”، مضيفًا أن “علاقتنا الثنائية مع “إسرائيل” على وجه الخصوص أمر أساسي للاستقرار الإقليمي والأمن في الشرق الأوسط وأكد أن التزام بلاده تجاه إسرائيل مستمر وهو صارم”.
إلى جانب ما يجري بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي، فإن مركز القوة الحقيقي، اللوبي الإسرائيلي، ويتكون من عدد كبير من المنظمات المنفصلة التي تعمل بشكل جماعي لتعزيز المصالح الإسرائيلية.
وهناك فساد كبير في هذه العملية، حيث يتم مكافأة أعضاء الكونغرس المتعاونين بينما يتم استهداف أولئك الذين يقاومون للاستبدال. الكثير من العمل القانوني على تخريب مبنى الكابيتول هيل والبيت الأبيض تقوم به مؤسسات صهيونية.
يتم بعد ذلك زرع “خبراء” من مختلف الجماعات الموالية “لإسرائيل” في عملية صنع القرار في الحكومة الفيدرالية، حيث يعملون كحراس لمنع أي تشريع قد يعترض عليه نتنياهو.
واحدة من أكثر مجموعات الضغط نشاطًا هي ما يسمى بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن وتتخذ التوجيه منها، وتركز FDD بشكل خاص على خوض الحرب مع إيران، وكلما كانت هناك مناقشات حول سياسة إيران في الكابيتول هيل، يمكن للمرء أن يكون على يقين من أن خبير “FDD” سيكون حاضرًا ونشطًا.
وإذا كنت تريد حقًا معرفة سبب تدمير السياسة الخارجية الأميركية لنفسها، فقد علم مؤخرًا أن “FDD” كانت قادرة بالفعل على إدخال أحد موظفيها في مجلس الأمن القومي تحت قيادة دونالد ترامب.
ووفقًا لتقرير عن بلومبرغ، فإن ريتشارد غولدبرغ، وهو من الصقور المناهضين لإيران، وزميل سابق لجون بولتون، قال إن بايدن، مثل الرؤساء من قبله، عالق في الفخ بين “إسرائيل” التي يهيمن عليها المتطرفون ورئيس وزرائها الشيطاني من جهة، واللوبي الإسرائيلي المحلي القوي من جهة أخرى.
لسوء الحظ، لا يمكن للمرء أن يتوقع خروج الولايات المتحدة من تحت الإبهام الإسرائيلي بغض النظر عمن يتم انتخابه رئيساً.

بقلم: فيليب جيرالدي
المصدر: مجلة Strategic Cultuer الأميركية

 

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا