الثورة أون لاين – سائد الراشد:
السوريون حددوا خيارهم بإجراء استحقاقهم الرئاسي في موعده الدستوري، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها سورية وكافة دول العالم، إضافة إلى الحرب الاقتصادية والسياسية التي تشنها أميركا وحلفاؤها الأوروبيون، ناهيك عن الحصار الذي يستهدف لقمة الشعب السوري.
فللمرة الثانية في ظل الحرب العدوانية سيقول الشعب السوري كلمته ويشارك في الاستحقاق الرئاسي الذي هو حق دستوري وواجب وطني على كافة شرائح الشعب ليؤكد للعالم أجمع أن هذا الاستحقاق هو حق سيادي وتأكيد على سيادة واستقلالية الدولة السورية، وإن ممارسة هذا الاستحقاق يعتبر واجباً وطنياً يجب على جميع أبناء الدولة المساهمة في إنجاحه، فهو مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق جميع مؤسسات المجتمع.
لذلك فإن الوعي بضرورة المشاركة بهذه الانتخابات يشكل أهمية كبيرة وظاهرة ديمقراطية ومؤشراً لاستمرار الحياة السياسية وعودة الوحدة واللحمة الوطنية والانصهار ضمن بوتقة سورية ذات السيادة والقرار الداخلي الذي يقرره الشعب السوري، دون أي إملاءات أو تدخلات من دول كان لها اليد الأولى في رعاية ودعم الإرهابيين.
بخطوات واثقة تمضي سورية الدولة في استحقاقها الرئاسي وبدعم من الشعب وإيمان باقتراب الخلاص من مفرزات الحرب الإرهابية التي استمرت عشر سنوات، ليشكّل اليوم نقطة تحوّل فاصلة في مسار الحرب التي فرضت على سورية، وليؤكد أن انتصارات الجيش العربي السوري في الحرب الإرهابية، هي التي مهدت الطريق وهيأت الأجواء لإجراء استحقاقاتنا الدستورية في مواعيدها، لتكون حجر الأساس في مرحلة البناء للوطن والإنسان وإعادة الإعمار.
الأيام القادمة ستشكل اختباراً حقيقياً للوعي الوطني وهذا لن يكون إلا من خلال المشاركة في الاستحقاق الرئاسي الذي سيكون انتصاراً جديداً لشعبنا يحول دون تحقيق دول أطراف الإرهاب والحرب والعدوان لأهدافهم ومخططاتهم الاحتلالية والاستعمارية والتدميرية في تقويض منظومة الدولة السورية، لذلك فإن هذه العملية الديمقراطية ستكون رداً حاسماً على مخططات قوى الإرهاب والاستعمار، وانطلاقاً من ذلك فإن إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده المحدد ومشاركة الشعب السوري في اختيار ممثله لقيادة المرحلة القادمة سيكون ضربة قاضية للمشاريع الغربية ورهاناتها على التغيير في المعادلة السورية، وستضع الدول التي قادت الحرب عليها أمام الواقع الحاصل، والتسليم بفشل حربهم على سورية.
وسيثبت الشعب السوري مرة أخرى من خلال المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية تصميمه على التصدي لجميع محاولات العبث في سيادته وقراره ويفشل جميع مخططات القوى الغربية الهادفة إلى زعزعة أمن سورية واستقرارها.