بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
خسرت منظومة العدوان على سورية معظم أوراقها الإرهابية، بفضل صمود شعبنا وبسالة جيشنا العربي السوري، الذي طهّر معظم الجغرافيا السورية من التنظيمات المتطرفة، وأعاد إلى قرانا ومدننا الأمن والأمان، ولهذا السبب فإن هذه المنظومة تمضي اليوم في استهدافها لشعبنا ومؤسساتنا ودولتنا علّها تحقق في ميادين السياسة ما عجزت عنه في الميدان العسكري.
وإذا كانت هذه المنظومة الشريرة بقيادة أميركا قد صعّدت من حملاتها العدوانية الهستيرية ضد سورية، وهي على أبواب الاقتراع بالانتخابات الرئاسية، من أجل تحقيق هذا الهدف الاستعماري، وقد رأيناها وهي تستنفر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي لهذه الغاية، واستخدمت كل أساليب التهديد والوعيد علّها تؤثر على قرار إجراء الانتخابات أو تأجيلها.
لكن شعبنا الأبيّ ردّ على كل إجراءاتها وإرهابها وحصارها وممارسات ميليشياتها ومرتزقتها الإجرامية، وعلى مشاريع قراراتها في تلك المؤسسات، بالإصرار على تنفيذ إرادته والمضي بإجراء الانتخابات، فكانت الصدمة كبيرة على أصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في أميركا والغرب والمتصهينين في منطقتنا، الذين أيقنوا أنهم سيخسرون جميع أوراقهم ورهاناتهم بالسيطرة على سورية والتحكم بقرارها ومشيئتها ومستقبل شعبها.
ويخطئ من يعتقد أن هذه الهجمة الشرسة ستتوقف مع خسارة منظومة العدوان لأوراقها، بل المتوقع أن تزداد هجمتهم الإرهابية المسعورة ضد شعبنا، وأن تقدم عواصمهم المزيد من مشاريع القرارات للمؤسسات الدولية، وأن تقوم بمزيد من إجراءات العقوبات والحصار، وأن توعز للكيان الإسرائيلي ليقوم بدوره بمزيد من حلقات العدوان والعربدة، وأن تفبرك ماكينتهم الإعلامية المزيد من المسرحيات والاتهامات الباطلة لسورية وحكومتها وجيشها.
وهذا الأمر خبره السوريون عند كل محطة حققوا فيها إنجازاً في ميدان عسكري أو سياسي أو اقتصادي، وتجاوزا كل المحطات الإرهابية، وكشفوا تفاصيل التضليل الإعلامي، وانتصروا في كل معاركهم، وحققوا إرادتهم وقرارهم السيادي، وسينتصرون على مخططات الشّرّ الغربية التي تريد إفشال استحقاقهم الانتخابي الأهم، والأسابيع التي مرت بنجاح، وهم يحضرون لهذا الاستحقاق، الشاهد والدليل الأكبر.