تبقى الطبقة العاملة هي الرافعة الحقيقية لكل مناحي الحياة الإنتاجية والاقتصادية، فهي المحرك الأساسي للصناعة والتجارة والزراعة والخدمات، ولهذا فإن العمال يستحقون أكثر من يوم للاحتفاء بهم والتذكير بعطاءاتهم التي لا تنتهي، فهم جنود مجهولون يعملون بصمت في سبيل تأمين لقمة العيش ويتحملون أعباء ثقيلة وظروف عمل غير مناسبة، لتبقى عجلة الحياة مستمرة وليبقى الإنتاج مستمراً.
في يوم عيدهم العالمي علينا أن نتذكر أن حقوق العمال يجب أن تؤدى إليهم كاملة غير منقوصة، فلولا جهودهم ومثابرتهم على العمل في مختلف المجالات العامة والخاصة لما تحققت الإنجازات، ولما نما رأس المال، ولما جنى البعض ثروات هائلة على أكتاف هؤلاء.
ولذلك يتطلع العمال في يومهم العالمي إلى مزيد من الاهتمام بكثير من التفاصيل التي تستحق الوقوف عندها، لكي يستمروا بعطائهم وتزداد همتهم على العمل والإنتاج.
إن الارتقاء بواقع الطبقة العاملة ولحظ احتياجاتها والاستمرار بتأمين ظروف عمل مناسبة لها، سينعكس ايجاباً ومباشرة في كل مواقع العمل، والاهتمام برضى العامل هو تفصيل أساسي يجب الانتباه له والأخذ به وتكريسه، لا أن يبقى شعاراً وعنواناً فارغاً يتغنى به البعض من حين لآخر على المنابر وفي بعض المناسبات.
فكل علوم الإدارة ودروسها تؤكد على أن تحقيق الجدوى الاقتصادية لكل عمل يمر عبر استمرار تحفيز العامل، وحصوله على ما يعادل جهده وتعبه وإنجازه في مواقع العمل، وأن مستويات تلك الجدوى تتناسب طرداً مع الاهتمام بهذا الجانب الذي يخص العامل، وترتفع مستوياته كلما ازداد شعور العامل بالرضى من خلال ما يحصل عليه لقاء تعبه.
هكذا يجب أن ننظر إلى عيد العمال، وبهذه الطريقة يجب أن نفكر بعمالنا، ولعلهم سيفرحون أكثر من إقامة المهرجانات والاحتفالات التي غالباً ما يكونوا بعيدين عن أجوائها.
على الملأ- بقلم أمين التحرير محمود ديبو