الثورة أون لاين- ترجمة غادة سلامة:
يعود إرث العنصرية المتجذر في الولايات المتحدة إلى أوروبا التي امتهنت تجارة الرقيق في المحيط الأطلسي، والتي بدأت في القرن الخامس عشر من قبل إسبانيا والبرتغال”، وفقًا لما ذكره صحفي أمريكي من أصل أفريقي في ديترويت.
وأدلى أبايومي أزيكيوي، المحرر في Pan-African News Wire ، بهذه التصريحات بعد أن ادعى السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن الولايات المتحدة ليست دولة عنصرية، وقال غراهام في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، إن الولايات المتحدة ليس لديها “أنظمة” عنصرية، لكنها تواجه تحديات مستمرة من بعض الأمريكيين الذين لديهم معتقدات عنصرية تجاه الآخرين”، وهو بالطبع كلام غير صحيح يقول ابابومي ازيكيوي، فالعنصرية تتغلغل في شرايين المجتمع الأمريكي وتسري في عروقه رغم ادعاءات غراهام بأن أمريكا ليست دولة عنصرية.
وقال أزيكيوي: إن “غراهام يتبع الموقف المحافظ بإنكار وجود العنصرية”، لأن العنصرية المؤسسية في الولايات المتحدة متجذرة ولا يمكن إنكارها، وإن كل شخص موضوعي داخل الولايات المتحدة كان يقظاً وواعياً ومدركاً، لديه قدر هائل من المعرفة حول إرث العنصرية وتأثيرها المستمر، لاسيما على الأمريكيين الأفارقة وغيرهم من الأشخاص من المجتمعات الملونة، لذا فهذه مجرد محاولة لصرف الانتباه عن الأزمة المستمرة للعلاقات العرقية داخل الولايات المتحدة.
يجب أن يذكر شخص ما السناتور غراهام بأن مئات الآلاف، والملايين من الناس حول العالم احتجوا في الشوارع على سوء سلوك الشرطة الأمريكية، فإذا لم تكن هناك عنصرية فلماذا كان هؤلاء في الشوارع والساحات؟!.
العنصرية ليست مسألة فردية وليست مسألة موقف، إنها مشكلة منهجية ويجب أن يتغير النظام العالمي الذي أسس للعنصرية، ولكي يتغير النظام العالمي، يجب أن يكون هناك إصلاح شامل للأسس الاقتصادية والسياق الاجتماعي الذي تزدهر فيه العنصرية، وهذا هو سبب وجود الكثير من المشاكل مع الشرطة في الولايات المتحدة، ذلك لأن خدمات الشرطة متجذرة بإرث الاسترقاق والإبادة الجماعية ضد الأفارقة والسكان الأصليين، لذا يجب أن يتغير النظام العالمي الذي يحث على العنصرية، السناتور غراهام يدرك ذلك، لكنه في حالة إنكار، في محاولة لصرف الانتباه بعيداً عن حقيقية العنصرية في الولايات المتحدة.
يقول أزيكيوي إن “إرث العنصرية يعود إلى أوروبا، إنها متجذرة بعمق في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، حيث بدأت في القرن الخامس عشر من قبل إسبانيا والبرتغال، وبطبيعة الحال ، امتدت إلى هولندا وفرنسا وبريطانيا العظمى وغيرها”.
لذا، فإن أوروبا مذنبة بنفس القدر فيما يتعلق بإرث العنصرية الدولية مثل الولايات المتحدة، لذا نعم، إذا تم القضاء على العنصرية في الولايات المتحدة، فسوف تقطع شوطاً طويلاً في القضاء على التحيز العنصري في جميع أنحاء العالم.
في شهر نيسان عام 2015 يقول ابابومي ازيكيوي: كنت في مظاهرة في بالتيمور بماريلاند من أجل فريدي جراي – 25 عامًا – وهو رجل أسود توفي نتيجة إصابة شديدة في النخاع الشوكي تعرض لها على ظهر شاحنة شرطة حيث وضعوه من أجل جريمة الهرب من الشرطة.
نظراً لسجل جرائم القتل التي تمارسها قوات إنفاذ القانون في أمريكا ضد المجتمع الأسود في البلاد، يبدو أن الهرب هو رد فعل منطقي وطبيعي، في طريقي من محطة مترو الأنفاق وحتى نقطة البداية مررت على زقاق يضم 4 سيارات شرطة ووميض أضواء بينما يصور مجموعة من المواطنين السود المشهد بكاميرات هواتفهم الخاصة، عندما وصلت سيارة خامسة رفع بعضهم يده كاستسلام ساخر في إشارة إلى التجريم الفعال للسود في أمريكا، ما سمح للشرطة بقتلهم بدم بارد.
تغيير الرواية.. كانت المسيرة سلمية تماماً لكن عناوين الأخبار غيرت القصة وتحدثت عن اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة كما لو أن الشرطة المسلحة والمواطنين البسطاء على قدم المساواة في تلك المعركة، وانتهزت وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية الفرصة لإثارة الشغب بالإضافة إلى الإعلان عن فظائع العنف الذي لا يمكن وصفه، الذي تقصد به بالطبع تدمير الممتلكات الخاصة وليس تمزيق الحبل الشوكي لرجل أسود، تماما كما حصل في جريمة مقتل الرجل الأسود جورج فلويد – 46 عامًا – في مينيابوليس.
واستفادت قناة فوكس نيوز كما هو متوقع من الأحداث، حيث أطلقت التحذيرات بأن أجزاء من البلاد تتعرض لزيادة عدد الجرائم وسط التظاهرات وأعمال الشغب بما في ذلك زيادة عمليات السطو وإطلاق النار وفي بعض الحالات القتل، وكتبت مجموعة مراقبة وسائل الإعلام الأمريكية “Fairness & Accuracy InReporting” قائمة من أكثر من 16 تعبيراً لطيفاً استخدمه كتاب الولايات المتحدة كعناوين لوصف ضرب الشرطة للمتظاهرين الملونين.
بقلم: أبابومي ازيكيوي