الثورة أون لاين- ترجمة غادة سلامة:
الولايات المتحدة تخزن الملايين من جرعات اللقاح الفائضة حيث يبتلع COVID-19 الهند وأماكن أخرى من العالم، ففي الهند تتواصل عمليات حرق جثث الضحايا الذين ماتوا بسبب الوباء في موقع حرق الجثث في نيودلهي، حيث ارتفع إجمالي عدد الاصابات إلى أكثر من 20 مليوناً.
وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة قد يكون لديها ما يصل إلى “ثلاثمائة مليون جرعة فائضة من لقاح COVID-19” بحلول نهاية تموز، حتى في الوقت الذي تكافح فيه الهند ودول أخرى للحد من انتشار الفيروس، على الرغم من التحذيرات من مخاطر متغيرات الفيروس التاجي بشأن فعالية التطعيمات.
فقد قال الرئيس جو بايدن مراراً وتكراراً إن إدارته لن تساعد بقية العالم إلا بعد أن يتمكن جميع الأمريكيين من الحصول على اللقاحات، ما أثار إدانة واسعة من خبراء الصحة العالمية والمدافعين الذين انتقدوا موقفه ووصفوه بأنه تصرف غير أخلاقي و”يتعذر الدفاع عنه بشكل متزايد” وسط أزمة فيروس كورونا المستجد في الهند. ففي يوم الثلاثاء الرابع من هذا الشهر أيار الحالي، أبلغت الهند عن 357229 حالة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى 20.28 مليون، كما ارتفع عدد الوفيات من 3449 إلى 222408 ، وفقًا لبيانات وزارة الصحة الهندية.
في غضون ذلك، يقول الخبراء الطبيون إن الأرقام الفعلية في الهند قد تكون أعلى بخمس إلى عشرة أضعاف من تلك المبلغ عنها.
ونقلت يو إس إيه توداي عن مانوج جوبالاكريشنا، الرئيس التنفيذي لمجموعة كير إنديا غير الربحية قوله يوم الاثنين، إن هناك سلالات متعددة، وأوبئة متعددة بالفعل، في أجزاء مختلفة من البلاد.
حيث تركت الأزمة نظام الرعاية الصحية في الهند غارقاً تماماً، وأفرغت المستشفيات من الأوكسجين الطبي الحيوي بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين الذي فاق إمكانيات الهند، حتى الأخشاب المستخدمة في حرق الجنائز تعاني من نقص، وتأتي الزيادة في الحالات وسط انخفاض كبير في التطعيمات بسبب مشاكل في الإمدادات والتوصيل.
ووفقاً لـ Our World in Data، تلقى حوالي 43٪ من الأمريكيين جرعة واحدة على الأقل، مقارنة بأقل من 9٪ من سكان الهند.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه تم إعطاء أكثر من مليار جرعة لقاح على مستوى العالم، ولكن تم إعطاء 82٪ من اللقاحات في البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل و 0.3٪ فقط في الدول منخفضة الدخل.
وقالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، في مؤتمر استضافته الأسبوع الماضي حملة ONE، وهي منظمة غير ربحية لمكافحة الفقر ، “إنه فصل عنصري”، حيث تواجه الولايات المتحدة ضغوطاً متزايدة لاتخاذ مجموعة من الخطوات لتوسيع الوصول إلى اللقاح، بما في ذلك مشاركة المزيد من جرعاتها في الدول الأخرى.
وقال النائب توم مالينوفسكي، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، إن الولايات المتحدة لن تستخدم إمدادات لقاح أسترازينيكا، لذا ينبغي أن تشاركها بالكامل مع الهند ودول أخرى “في اللحظة التي يمكن القيام بها بأمان”.
وقال مالينوفسكي في بيان يوم الاثنين الماضي: “لا حرج في الانخراط في دبلوماسية اللقاحات”، مشدداً على أن الولايات المتحدة عليها التزام أخلاقي تجاه الهند، وفقاً لتحليل أجرته مؤسسة Kaiser Family Foundation في 20 نيسان الماضي حذر آرثر كابلان أستاذ أخلاق الطب الحيوي في كلية الطب بجامعة نيويورك من أنه كلما أجلت إدارة بايدن مشاركة فائض اللقاح، كلما زاد الخطر وظهور متغيرات فيروس كورونا الأكثر ضراوة والعودة مرة أخرى لضرب الولايات المتحدة، وفي جلسة المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية لعام 2021 ، وصف المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس اكتناز البلدان الغنية للقاحات COVID-19 بأنه “فشل أخلاقي كارثي”.
وحذر من انه إذا استمر تخزين اللقاحات فإن ذلك سيؤدي إلى ما يقرب من ضعف عدد الوفيات التي قد تحدث إذا تم تقاسم اللقاحات بالتساوي في جميع أنحاء العالم، مع تكلفة اقتصادية تصل إلى تريليونات الدولارات “.
وحذر التقرير من أن الفشل في التطعيم على مستوى العالم قد يفاقم أزمة الوباء وزيادة عدد الوفيات.
المصدر:
usa today
