يوم للقداسة والطهر والتضحية يحمل في مضامينه معان سامية للفداء، إنه يوم الشهداء رجال آثروا الدفاع عن أرضهم ووطنهم حتى آخر نقطة من دمائهم فاستحقوا الفخر والاعتزاز وبقيت دماؤهم وتضحياتهم منارة تهتدي بها الأجيال.
إنهم رجال أيقنوا بأن الأوطان هي أثمن ما يمكن أن يمتلكه الإنسان وأن أي مستغل أو معتد أو طامع بترابها لن يأتي ومعه الخير، لذلك كانوا في صفوف المدافعين للتصدي لكل طامع وغدار ومعتد، ونالوا شرف الشهادة فأصبحوا مكرمين عند ربهم وعند الناس، لأنهم كانوا سباقين بالكرم فقدموا أغلى ما يملكون، دماءهم وأرواحهم، ليبقى وطنهم عزيزاً كريماً، ولتبقى راياته ترفرف عالياً..
إنه قدر الشعوب الحرة الأبية، أن تبقى تدافع عن أرضها وكرامتها، فالطامعون كثر والمعتدون يسعون بكل ما أوتوا من بأس وقوة لانتزاع حقوقنا والنيل من كراماتنا، لكن شعلة الحرية ستبقى متقدة وسيبقى وطننا عزيزاً حراً كريماً، طالما أن هنالك رجال صدقوا ما عاهدوا به الله والوطن، فساروا على دروب الشهادة، وكان لهم النصر.
واليوم لسنا بعيدين عن الأمس فمع تجدد هجمات الطغيان على وطننا الآمن المستقر، هب أبناؤه للذود عن حياضه والدفاع عن كل ذرة تراب من أرضنا الغالية، ومنذ عشر سنوات وإلى اليوم ما تزال قوافل الشهداء مستمرة لتطهير آخر شبر من وطننا الغالي، بعد أن غيرت قوى الغرب المتصهين لبوسها وأدواتها معلنة حرباً عدوانية ظالمة على كل معاني الحب والسلام والطهر الذي صدرته سورية إلى كل دول العالم، وها هم الأحفاد يسيرون على دروب الأجداد في المواجهة والتحدي والتصدي للمعتدين وبعضهم مضى على دروب الشهادة والبعض الآخر ما يزال يكمل رسالة رفاقه في صناعة الانتصارات على مختلف الجبهات..
حديث الناس- بقلم أمين التحرير-محمود ديبو