فيما يستعد السوريون لخوض غمار معركة الانتخابات الرئاسية التي ستشكل ضربة قاصمة لأعدائهم الذين يجهدون لتدمير وتخريب وطنهم، يحضر الشهيد مجدداً -وهو الحاضر الذي لا يغيب-، ليحرس حدود أحلامنا، وليزين انتصاراتنا التي ما كنا لنبلغها لولا دماؤه الطاهرة التي أضحت منارة تضيئ دروبنا، وشعلة تحرق كل تلك المخططات والمشاريع الاستعمارية والإرهابية.
يحضر الشهيد ودماؤه البوصلة التي لا تخطئ وجهتها أبداً، حيث باتت قراراتنا وخياراتنا جزءاً من هويتنا وانتمائنا ووجودنا ومستقبلنا الذي يؤمن شعبنا جيداً أنه لا يمكن أن نصونه ونحفظه ونحميه إلا بأرواحنا، فهي الثمن الأغلى والأسمى للعزة والكرامة وتحرير الأرض والانعتاق من ربق الاستعمار والاحتلال.
هي أبجدية الشهيد التي ترسم حروفها بالنور والنار، النور الذي يضئ دروب الحرية والمجد والفخار، والنار التي تحرق كل الغزاة والمستعمرين والحالمين بأوطان على مقاس أطماعهم وأوهامهم وأوامر أسيادهم.
يعيد الشهيد ليكتب عناوين المرحلة بلغة الإرادة والصمود، ليؤكد لكل المتربصين والغادرين والمستعمرين أن مفاتيح المستقبل لن تكون إلا بيد أبناء الشعب السوري مهما استشرست أطراف العدوان في إرهابها وإجرامها الذي يتوقع أن يرتفع منسوبه إلى أعلى مستوياته خلال الأيام القليلة القادمة.
في التوقيت لجهة اللحظة الاستثنائية والفاصلة التي يمر بها وطننا، يبدو استحضار الشهيد بزخم الحضور ودلالة المعنى، من الأهمية بمكان، لاسيما وأن الحرب على الشعب السوري باتت في خواتيمها بعد أن استنفدت أطراف الإرهاب كل خياراتها وأوراقها وأدواتها وباتت تلعب في الوقت بدل الضائع، تراكم عجزها وهزائمها وإخفاقاتها، فيما انتصارات السوريين سوف تعيد تثبيت القواعد والمعادلات التي صاغتها بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري ودماء شهدائه الأبرار.
نبض الحدث- فؤاد الوادي