ارتفاع أسعار حلويات العيد في حلب يتسبب بتراجع الطلب عليها بنسبة 70%

الثورة أون لاين – تحقيق جهاد اصطيف – حسن العجيلي:

“لأن العيد لا يحلو بحلب بلا كعك عيد ولا معمول أو أقراص بعجوة، ولأن الأسعار كاوية سنختصر عيدنا بمعجنات وحلويات منزلية”، هذه العبارة ليست لدعاية محل أو ورشة لصناعة الحلويات أو المعجنات، وإنما هي مجرد كلمات بسيطة تتداولها الكثير من النسوة بحلب كلما اقترب حلول عيد الفطر السعيد.

 

2.jpg

• الانتقال للحلوى المنزلية..
السيدة “أم عبدو” المقيمة في حي شعبي بحلب تحدثت حول مشروعها الصغير عن صناعة الحلويات والمعجنات في منزلها وإمكانية بيعها للمعارف والأقارب، إذ قالت: المشروع بدأ منذ مدة حين شهدت أسعار الحلويات ارتفاعاً ملحوظاً وأصبحت صعبة المنال لشريحة كبيرة من العائلات في حلب.
وكونها تمتلك خبرة جيدة في صناعة الحلويات والمعجنات وتمتلك أدوات صناعتها في منزلها فقد قررت البدء بهذا المشروع البسيط خاصة بعد تلقيها التشجيع من ذويها وأقاربها، ومع ازدياد الطلب عليها قبل المناسبات خاصة في عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك.
وتوضح “أم عبدو” أن هذا المشروع الذي بدأ خجولاً تحول إلى مصدر دخل لا بأس به لها ولعائلتها، لكونها تضع أسعاراً منخفضة لمنتجاتها لتنافس بها أسعار الأسواق الملتهبة، والتي منعت الكثير من المواطنين حتى التفكير بزيارة الأسواق، مشيرة إلى أن تكلفة التصنيع هي أقل من الأسعار مقارنة بالسوق وبفارق جيد على الرغم من أنها تصنع كميات أقل مما يصنع في أي محل للمعجنات أو الحلويات، ولكن أصحاب هذه المحلات يرفعون أسعارهم بشكل جنوني.
وبجردة بسيطة قدمتها “أم عبدو” فإن تكلفة صناعة الكيلو غرام الواحد من المعمول أو الأقراص بعجوة حوالي أربعة آلاف ليرة سورية، بينما سعره في الأسواق لا يقل عن الضعف، وهي تبيعه بـستة آلاف ليرة سورية.

• ولن تمر على بيوت البعض..
وحالياً تشهد الأسواق ارتفاعاً كبيراً في أسعار كافة السلع والمنتجات ما يشير إلى إمكانية نشاط العديد من المشاريع المنزلية كما فعلت “أم عبدو” في صناعة الحلويات، فيما يرى البعض الآخر ومنهم السيدة “هبة ” وهي موظفة بأن أسعار مكونات حلوى العيد مرتفعة هي الأخرى مقارنة بالدخل الشهري لها ولزوجها، مؤكدة أن حلوى العيد لن تمر على بيتها.

 

3.jpg

• انخفاض الطلب في الأسواق..
لا شك أن الطلب على المعجنات عامة والحلويات خاصة في حلب انخفض إلى أكثر من ٧٠ بالمئة وربما أكثر خلال الفترة الأخيرة، وذلك نتيجة ارتفاع أسعارها بشكل لا يوصف، ولا شك أيضاً أن الحلويات العادية لم يعد لها زبائن بعد الانخفاض الكبير في القدرة الشرائية لدى المواطنين وارتفاع تكاليف الإنتاج، فما بالكم بالنوع الإكسترا أو ما شابه.
نعتقد أن محلات عديدة قد توقفت عن صناعة الحلويات الفخمة ذات التكلفة العالية، وأبقت على إنتاج أنواع شعبية كما يقال كي تبقى محافظة على زبائنها ولو بالحد الأدنى، إذ تجاوز سعر كيلو المبرومة بالفستق الحلبي “نوع أول” على سبيل المثال حدود الـ ٨٠ ألف ليرة، فيما بلغ سعر المبرومة العادية النصف تقريباً.
أما الحلويات التي كانت تعد “رخيصة “، فباتت أيضاً بعيدة عن متناول معظم المواطنين، إذ تجاوز سعر كيلو المعمول الجيد ١٢ ألف ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة للغريبة والبرازق والكعك.

• حلويات للعرض فقط..
ورغم أن أسعار الحلويات شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الماضية، أمام انخفاض سعر السكر وبعض المواد التي تدخل في صناعتها مؤخراً إلا أن أسعارها بقيت تقريباً على حالها ولم تنخفض كما يجب، ويمكن القول هنا إن محلات الحلويات الشهيرة بحلب تحولت إلى أماكن للعرض وليس للشراء بالنسبة لغالبية المواطنين، وخصوصاً أن سعر كيلو الحلويات من النوع الجيد لدى هذه المحلات يتجاوز الخمسين ألف ليرة..!.
أما بالنسبة للحلويات بشكل عام فتختلف أسعارها حسب نوع السمنة المستخدمة ووجود مادة الفستق حسب نوعه بداخلها، ومع ذلك تلجأ هذه المحلات إلى تقليل “الحشوة” لكسر سعرها، بالمقابل هنالك الكثير من المحلات تبيع الحلويات المشكلة بمسميات عدة “كسوارة الست والبقج والأصابع” وغيرها بسعر يبدأ من ٧ آلاف ليرة للكيلو، وتستخدم عادة فيها أنواع رخيصة وقليلة من المكسرات وتصنع بالسمن النباتي.

أساليب متعددة للغش..
وبحسب أحد أصحاب محلات الحلويات فقد أشار إلى أنه رغم هذه الأسعار المرتفعة فإن أساليب الغش تبقى هي السائدة على صناعة الحلويات، فغالبية المحلات تستخدم أرخص أنواع السمن النباتي وتقوم بخلطه بالسمن الحيواني أو إضافة منكهات للسمن الحيواني وتباع هذه الحلويات على أنها مصنعة من السمن الحيواني.

• ارتفاع أسعار المواد الأولية..
ويرى رئيس الجمعية الحرفية لصناعة المعجنات والسكاكر محمود مزيد أن الأسعار منطقية بحسب التكاليف موضحاً أنه لا توجد تسعيرة ثابتة لأن كل محل يضع تسعيرة بحسب المكونات التي يصنع منها منتجاته، مضيفاً بأن ارتفاع الأسعار يعود كذلك لارتفاع أسعار المواد من سمون وسكر وطحين والتي لم

يقم تجار الجملة بتخفيض أسعارها.
بالرغم من انخفاض سعر الصرف، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات التي يتم شراؤها من السوق السوداء وكذلك أسطوانات الغاز التي يصل سعر الواحدة منها لما بين ٥٠ إلى ٦٠ ألف ليرة وأسعار الأمبيرات كون الكهرباء تنقطع لساعات طويلة.

• وتبقى الأسعار جنونية..
لم يبق أمامنا سوى أن نقول إن أسعار الحلويات أو المعجنات لم تتفرد بالغلاء وحدها، إذ تشهد الأسواق بحلب ارتفاعاً كبيراً بأسعار معظم المواد وخاصة الغذائية وإذا ما أراد أي رب أسرة أن يقتني لبيته أي نوع من أنواع الحلويات أو المعجنات التي تحدثنا عنها سابقاً حتى ولو كانت عادية فإن ذلك يكلفه الشيء الكثير، لأنه ببساطة لا يتجاوز وسطي رواتب الموظفين الـ ٦٠ ألف ليرة.

آخر الأخبار
عقود الترحيل بانتظار الموازنة الاستثمارية.. مكبات عشوائية جديدة في حمص معلمون مثبتون يطالبون بنقلهم إلى محافظاتهم.. التربية: عدم النقل من شروط المسابقات "المركزي" يلغي ترخيص شركتي الفاضل والمتحدة للصرافة.. من دون ذكر الأسباب التعايش المشترك.. أساس لبناء دولة يسودها القانون محامون لـ"للثورة": الدولة تكفل حقوق المواطن وحريات... تحديات مزاولة الهندسة في مرحلة الإعمار.. م. شاكر لـ"الثورة": رفع مستوى الكفاءات ومعايير لتصنيف المك... ضعف الدعم وتأمين السكن بمواجهة عودة المهجرين لدرعا أي دمشق نريد عمرانياً؟ سعيفان: الخطة العمرانية لسوريا ليست مهمة موظفين بيروقراطيين تأخير بترحيل النفايات ببعض مناطق دمشق.. " النظافة ": استقدام آليات ومعدات جديدة وزير الأوقاف: نجاح حج 1446 محطة مفصلية لسوريا " النقد الدولي" أول انخراط مباشر .. وخريطة طريق لإصلاح اقتصادي شامل جديد مؤتمر آبل Apple للمطورين العالميين (WWDC 25) كوريلا: سقوط الأسد غيّر معادلات الشرق الأوسط وأضعف إيران السكري والوراثة.. الجينات ترسم البداية لكن القرار بيدك كوري ميلز: أمر تنفيذي مرتقب من ترامب لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا مبعوث ترامب: واشنطن تخشى اغتيال "الشرع" وتدعو لتأمينه وتوسيع الدعم لحكومته " الثورة " تفتح ملف تفاصيل وخفايا الجدال حول  استثمارات "تعبئة المياه'' الليكو لـ"الثورة": شروط صارم... رفع جودة الخدمات في اللاذقية قبل الموسم السياحي الشيباني يلتقي نظيره الفرنسي في نيس الفرنسية يربط الموانئ البرية والبحرية.. البراد: رفع الطاقة الاستيعابية لـ"معبر نصيب" الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب