الملحق الثقافي:مها فاضل:
أنحني فوق الماء
هل هذه صورتي تهتزُّ على صدرِ الماء؟
أكثر أم أقل؟
أوهامي تنحني فوقي.. تبدو أجمل منّي
ماذا يروم بيَّ الخيال؟
الفكرةُ قاصرةٌ والطوف عالقٌ في الحنجرة
أكانت السَّماء هنا طيلة الوقت؟
أم أنها تهبطُ ليلاً لتضاجعَ البحر؟
أنا لم أنتبه، شربتُ الزرقة كلّها ولم أنتشِ
كان هناك رفاقُ السّوء أيضاً،
فلاسفةُ الليل والدمعِ العالقِ على الأهداب
النهارُ على بعدِ خطوةٍ من آخر رشفةٍ
ويدُ السَّكينة تطوي مخاوفي تحت شرشفٍ مدعوك
على أكتاف الأغاني غفوت
والأجراسُ لاتني تقرعُ في أذني،
من يقرعُ الأجراس يا «أرنست» اللطيف،
لقد شبعتَ موتاً يا صديقي،
ولم تعرف لمن تُقرع الأجراس
لنا نحن أغبياء الكون، خاصرة الإله الضعيفة
طعنوها في كل العصور
واندلقنا كأخطبوطٍ أبديٌّ شره
يمدُّ أذرعه في كلِّ فجوةٍ
يصلُ إلى الماءِ ولا يترك خالقه
فكانت السَّماء فوق الماءِ أشد زرقة؟
والخيالُ يكبّل الأفكار بالأصفادِ،
يسجنها في القفصِ الصّدري
اغلقوا التوابيت
أنا أمسِّد رأسَ القصيدة ثم أهيل عليه كلّ التراب المسموم
والتراب ليس مقدَّساً على الدوام
الصلواتُ ملغيّةٌ والزهور ذبلت
قبل أن تتفتّح على جثثِ الأعناب
التاريخ: الثلاثاء11-5-2021
رقم العدد :1045