الثورة أون لاين- دينا الحمد:
لا شك أن إجراء أي انتخابات في أي دولة في العالم هو شأن داخلي، وحق سيادي، ولا يحق لأي دولة أو منظمة أن تتدخل فيه، أو أن تحشر نفسها في أبجدياته، كما تفعل أميركا وأدواتها الأوروبية اليوم مع الانتخابات في سورية، وتحاول أن تتدخل فيما لا يعنيها، وأن تفرض أجنداتها السياسية عليها من خلال بوابة الانتخابات وتحت حجج وأكاذيب باطلة.
وارتباطاً بهذه القاعدة فإنه لا يحق لهذه المنظومة العدوانية بقيادة واشنطن أن تتدخل في الانتخابات السورية، ولا أن تدلي بالبيانات حولها، لأن القوانين الدولية فصلت في الأمر كثيراً، واعتبرته شأناً داخلياً لأي دولة، وعليه فإن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية تنطبق عليها هذه القاعدة، فهي إذاً حق سيادي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
أما تصريحات بعض الدول مثل أميركا وأبواقها في الغرب عن التشكيك بشرعية الانتخابات الرئاسية في سورية فهي مخالفة للقانون الدولي، ومحاولة جديدة للتدخل في الشؤون السورية، وهذه المخالفة تأتي أساساً في سياق آلاف المخالفات للشرائع والقوانين والقرارات الدولية التي امتهنتها منظومة العدوان على سورية منذ بدء حربها الإرهابية عليها وحتى يومنا.
فكم انتهكت منظومة العدوان على سورية القرارات الدولية التي تدعو إلى احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، وأرسلت جنودها الغزاة لاحتلال أجزاء من الأراضي السورية، وكم بنت من القواعد العسكرية غير الشرعية على الأراضي السورية بشكل يخالف القانون الدولي وجعلتها مقراً لتدريب التنظيمات المتطرفة التي عاثت قتلاً وإجراماً وسرقة بحق السوريين.
وكم ارتكبت من الجرائم ضد الإنسانية في سورية، وكم قامت بكم هائل – هي ومرتزقتها – من جرائم الحرب وجرائم الإبادة بشكل ينسف كل ما يمت للقوانين الدولية بصلة، وكم راحت تضلل العالم وتقول إنها تريد مساعدة السوريين وإيجاد حل سياسي مزعوم وهي في الحقيقة تعرقل الحل وتنشر الفوضى الهدامة والإرهاب والتطرف.
انطلاقاً من كل ذلك فإن تدخل بعض الدول بالانتخابات السورية والهجوم عليها والزعم بعدم شرعيتها هو تدخل فاضح و صارخ بشؤون سورية، ويتزامن مع استمرار الاحتلال الأجنبي غير الشرعي لأجزاء من الأراضي السورية، الذي تمثل واشنطن وأدواتها رأس حربته، ومثلما انتصر الشعب السوري على إرهابهم وتضليلهم سينتصر في هذه المحطة من تاريخه الهام، وسيبني مستقبلاً آمناً لأجياله رغم عدوان المعتدين وحملاتهم المسعورة
#سورية_تنتخب2021