على مدى سنوات طويلة، وسيناريو حرائق مواسم الفلاحين من قمح وشعير وغيره يتكرر، والمتهم البريء في أغلب الأحيان هو أعقاب السجائر، والنتيجة ضياع تعب الفلاحين وجهودهم في انتظار هذه المواسم التي ترفع عن كاهلهم جزءاً من ديون متراكمة وتساعدهم على الاستمرار بالزراعة، و توفر على الدولة قطعاً نادراً وعزيزاً هي في أمس الحاجة إليه في هذه الظروف وفي كل الظروف، حتى تستورد بدل الحبوب التي احترقت.
والسؤال الذي يطرحه الفلاح في كل موسم أولاً، وهو المعني والمتضرر الأكبر من هذه الحرائق، ويطرحه عموم الناس ثانياً، ممن يسمعون بأخبار هذه الحرائق والتي تشعرهم بالحزن والأسى على ضياع هذه المواسم أو جلها: لماذا لم نستطع وعلى مدى كل هذه السنوات، أن نبتكر حلولاً ناجحة تحد من هذه الحرائق؟! وبالتالي نحمي تعب الفلاح وحق الدولة.
وهل حقاً لم تستطع اللجان التي تجتمع قبل جني مواسم الحبوب والتي تضم جميع الجهات المعنية بهذه المواسم وضع خطط وبرامج تحد من هذه الحرائق؟! كإبقاء سيارات الإطفاء مرابطة في الحقول منذ نضوج المواسم، وعلى أهبة الاستعداد لكل حريق سواء كان متعمداً أو بخطأ بشري، وعلى مدار الساعة؟ ولماذا لا يتم تجنيد أفواج الإطفاء وصهاريج المياه من المناطق والمحافظات التي لا تشهد كثافة في زراعة الحبوب، إضافة إلى تكديس معدات إطفاء الحرائق الفردية في الحقول؟.
ولماذا لا يتم الاستعانة بفرق متطوعة ترابط منذ الآن في الحقول، وعندما تنشب هذه الحرائق يمكن التخفيف من أضرارها قدر الإمكان؟ فبدل أن تلتهم آلاف الدونمات يمكن تقليص مساحة الحريق إلى الحدود الدنيا.
اقتراحات نتمنى أن تكون أخذت في الحسبان من الجهات المعنية عند استعدادها لعام القمح، لأن الدولة تبدي اهتماماً قل نظيره وعلى أعلى المستويات بموسم الحبوب في هذا العام وفي كل عام طبعا، وتخصص الأموال الطائلة ثمناً لها، بل وتدفع سلفاً وتوفر الأكياس والحصادات، حتى وصولها إلى الصوامع .
يجب الحفاظ على موسم الحبوب وعلى رأسها موسم القمح هذا وبأي ثمن لأنه موسم مصيري للجميع، فعندما نملك رغيفنا نملك كل شيء.
عين المجتمع – ياسر حمزه