الثورة أون لاين – محرز العلي:
ما يجري في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما في قطاع غزة من إرهاب صهيوني وحشي تمثل بداية باقتحام قوات الاحتلال مع قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى وإطلاق الغازات السامة والرصاص المطاطي والحي على جموع المصلين والمرابطين والمعتكفين حيث جرح العشرات من المواطنين الفلسطينيين بجروح، يشكل بداية لانتفاضة فلسطينية جديدة حيث تداعى الشباب والشيوخ والنساء من كل أحياء القدس المحتلة رفضاً لحملات التهجير في حي الشيخ جراح، كما واجهوا الوحشية الإسرائيلية دفاعاً عن المقدسات العربية، فانضم لهم بعد ذلك الفلسطينيون في الضفة والقطاع حيث تجلت الوحدة الفلسطينية خلف المقاومة الوطنية لنصرة أبناء القدس الذين يتعرضون للتهجير والتطهير العنصري على يد سلطات الاحتلال، وهذا ما أصاب حكام الكيان الصهيوني المهزومين داخلياً ولا سيما نتنياهو بالهستيريا حيث أعطى أوامره بقصف قطاع غزه بشكل وحشي وهمجي ما أدى إلى استشهاد وجرح المئات من الفلسطينيين المدنيين.
الرد الفلسطيني المتمثل بالمقاومة المسلحة جاء سريعاً حيث لم تعد المواجهة بالحجارة وإنما ثمة قواعد اشتباك تغيرت بشكل كبير لتكون استراتيجية المقاومة القصف بالقصف وإن عدتم عدنا، وهذا تمثل برد المقاومة على الاحتلال الذي قصف قطاع غزة وأبراجها السكنية بقصف المقاومة للمراكز الإسرائيلية في القدس المحتلة وتل أبيب وأشدود وعسقلان ومستوطنات محيط غزة بصواريخ السجيل وإجبار ملايين الإسرائيليين المذعورين للهروب نحو الملاجئ.
المنهجية المتوحشة التي يستخدمها العدو الإسرائيلي لتهويد القدس وقصف غزه وفرض سياسة الأمر الواقع عبر استخدام القوة المفرطة وغياب العقاب الدولي على الخروقات العدوانية لكل القرارات الدولية قابلها الفلسطينيون بانتفاضة كبيرة وبقرار بالتوحد خلف المقاومة الفلسطينية التي شكلت غرفة عمليات مشتركة وأصدرت بياناً غير مسبوق من حيث الجدية والقوة والتنفيذ والثوابت.
حكام الكيان الصهيوني المأزومون داخلياً حاولوا الاستهزاء بالتحذير وهددوا بسحق الفلسطينيين لكن رد المقاومة جاء سريعاً حيث كان الجواب عسكرياً على الإجرام الإسرائيلي بقصف أهداف مهمة وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن زمن الاستفراد الإسرائيلي قد ولى وأن الفلسطينيين ليسوا لقمة سائغة للاحتلال وأن هناك ما يردع الهمجية الإسرائيلية، فالمقاومة الفلسطينية باتت أقوى من أي وقت مضى وهي قادرة على ردع المحتل ولن تسمح لمخططاته ومشاريعه الاستيطانية في القدس المحتلة أن تمر.
الاحتلال الإسرائيلي الذي قصف قطاع غزة بوحشية ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء يستند في عدوانه على الدعم الأميركي اللامحدود، حيث عرقلت واشنطن إصدار قرار من مجلس الأمن يدين الاعتداءات الإسرائيلية وفوق ذلك طالبت بوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على الأهداف الإسرائيلية والمستوطنات متجاهلة الغارات الإسرائيلية على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة وأسباب التصعيد الخطير، حيث تتحمل قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عبر اقتحامها للمسجد الأقصى ومحاولة تهجير سكان حي الشيخ الجراح بالقوة والعنف، وهذا يدل على أن الإدارة الأميركية هي شريك للعدو الإسرائيلي في العدوان على الفلسطينيين.
سياسة الكيان الصهيوني الوحشية ضد الفلسطينيين لن تحقق أهدافها، فالمخططات الاستيطانية التي تحاول حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة لن تمر وذلك بفضل تضحيات الفلسطينيين وتنامي قوة وقدرات وأسلحة المقاومة التي أثبتت ذلك بسرعة الرد على العدوان الإسرائيلي وبصواريخ متطورة وصلت إلى عمق الكيان، وهذا يشير إلى أن قواعد الاشتباك قد تغيرت وأن ما قبل أحداث القدس ليس كما بعده، وأن أصحاب الأرض والحقوق لا بد منتصرون مهما بلغت التضحيات.