الثورة أون لاين- دينا الحمد:
مع اقتراب موعد الاقتراع على منصب رئيس الجمهورية في 26 من الشهر الجاري يتطلع السوريون للمشاركة الواسعة كي يرسموا مستقبل بلدهم بأيديهم، ويكرسوا ثقافة الديمقراطية التي أرسوا قواعدها منذ عقود، وكي تنتقل عجلات مركبتهم إلى البناء والاعمار بعد أن دحروا الإرهاب من معظم أراضيهم، وإلى تحرير ما تبقى من أراض محتلة من قبل الغزاة الأميركيين والصهاينة والأتراك، ومن يأتمر بأوامرهم من مرتزقة ومتطرفين.
وسيكون يوم السادس والعشرين من أيار محطة مفصلية في تاريخ سورية، ولاسيما بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية عليها وعلى شعبها ومؤسساتها، وستتجلى فيه جملة من المعاني العظيمة التي رسخها شعبنا المناضل وهو يحارب الإرهاب المتطرف ويقاوم الحصار الجائر.
وأولى هذه المعاني أن السوريين سيؤكدون الحقيقة الثابتة التي ناضلوا من أجلها خلال هذه الحرب الظالمة، ووقفوا بصلابة بوجه دول منظومة العدوان التي حاولت طمسها، وهي تمسكهم باستقلاليتهم وسيادتهم ورفضهم لأي تدخل في شؤون بلادهم، ومن خلال هذه البديهية التي تترافق مع الاقتراع على انتخاب رئيسهم سيثبتون لهذه المنظومة الشريرة، وللعالم كله، أنهم هم الوحيدون أصحاب القرار بكتابة تفاصيل حاضرهم ومستقبلهم وكتابة دستورهم والتزامهم ببنوده، ولهم وحدهم الكلمة الفصل في ذلك.
وثاني هذه المعاني الكبيرة أنهم لن يساوموا على حقوقهم ومبادئهم السيادية مهما كلفهم من تضحيات ومهما كانت حجم الهجمة الشرسة عليهم، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تملي عليهم أو تقرر عنهم مستقبلهم، حتى ولو استمرت هذه القوة بممارسة الضغوط والحصار ودعم الإرهاب ومحاولات تسخين المشهد على الأرض، أو ممارسة التضليل الإعلامي وضخ الأخبار الكاذبة الملفقة لتشويه سمعة سورية أمام الرأي العام والعالمي أو التحريض عليها في أروقة المؤسسات الدولية، ودفعها لإصدار البيانات والقرارات الجائرة ضدها.
أما ثالث هذه المعاني فتتجلى بحقيقة بات يعرفها القاصي والداني وهي أن سورية دخلت مرحلة التعافي من آثار الإرهاب والدمار والعدوان، وبدأت تعيد رسم مستقبلها وبناء مدنها وقراها، وستمثل محطة السادس والعشرين من أيار بوابة العبور نحو مرحلة جديدة من تاريخها الحديث.
أخيراً لا ننسى أن محطة الانتخابات ستشكل حلقة جديدة في ترسيخ دعائم المواطنة ونشر ثقافة الانتماء والالتزام بقضايا الوطن ومبادئه، واعتبار الوحدة الوطنية والمواطنة قاعدة كل بناء وتطور، وأساس صمود سورية شعبا وقيادة وجيشاً ودولة بوجه التحديات الداخلية والخارجية، وبوجه العدوان والإرهاب