الثورة أون لاين- عبد الحميد غانم:
فاجأ رد فعل الشعب العربي الفلسطيني بمقاومته الباسلة وصموده البطولي بوجه عدوان الكيان الصهيوني وحرب الإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال وإرهاب الكيان المنظم ضده، حيث يقف بصبر وعناد وشجاعة في وجه محاولات تهويد القدس والمقدسات، وتصفية قضيته العادلة وإلغاء حقوقه المشروعة، وكشف عن إرادة فولاذية في مواجهة طغيان الاحتلال وممارساته الهمجية معطياً الأمل بإمكانية تحرير أرضه واستعادة حقوقه كاملة كخطوة على طريق دحر المخططات الصهيونية.
لا شك بأن مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال تتكامل مع تصدي سورية للحرب الإرهابية، حيث واجه الشعب السوري وما يزال كل قوى الشر والإرهاب وحماتهم منذ أكثر من عشر سنوات ومن بينهم الكيان الصهيوني، إذ كشفت التطورات المتلاحقة أن العدو واحد والمعركة واحدة، حيث يعلم الجميع أن الثمن المطلوب من سورية لوقف الحرب عليها كان التخلي عن القضية الفلسطينية.
لقد استطاع أبناء الشعب العربي الفلسطيني أن يواجهوا بصدورهم العارية أعتى وسائل القتل والإرهاب وأكثر أنواع العدوان همجية وتوحشاً، وأن يفضحوا ممارسات الاحتلال وجرائم إسرائيل وإرهابها.
لقد فشل كيان العدو في تحقيق أهدافه على الرغم من أنه حول جيشه ومستوطنيه إلى عصابات للانتقام والقتل والإرهاب وارتكاب أفظع الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل سواء داخل الكيان وفي الضفة وغزة حيث بقي صامداً ولم يستسلم ولم يرحل.
لقد عجزت “إسرائيل” عن تحويل انتباه العالم عن ممارساتها العنصرية والقمعية وإرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه ضد شعبنا الفلسطيني، فتتالت حملات التنديد الشعبية والسياسية والإعلامية من شعوب العالم ودوله، وجاءت بمعظمها لصالح القضية الفلسطينية، إذ تحولت إلى حملات تأييد ونصرة لمقاومة الشعب الفلسطيني وصموده ودعماً لاستعادة حقوقه المغتصبة.
وللأسف ترافق ذلك مع عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عن اتخاذ أي خطوة من شأنها وقف المجزرة أو إدانة العدوان الإسرائيلي الغادر بسبب تعطيل أمريكا والغرب لقرارات المنظمة الدولية.
وما من شك بأنه لولا الدعم الأمريكي والغربي لما تمادت حكومة الاحتلال في عدوانها وعربدتها في المنطقة وأخرجت كل ما في جعبتها من أساليب التوحش والهمجية لتظهر الصورة الحقيقية لطبيعتها الإجرامية.
ولعل المبشر في الأمر أن ردود الفعل الدولية والتي برز قسم كبير منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والثقافي قد أظهرت التأييد الواسع لحقوق الشعب الفلسطيني وإدانة إرهاب الكيان الصهيوني بحقه، وأكدت على ضرورة تكاتف الجهود الدولية للقضاء على هذه الظاهرة من خلال معالجة أسبابها وجذورها الحقيقية، ودعت إلى إزالة الاحتلال الإسرائيلي كمسبب رئيس لمشكلات المنطقة وتوترها وفقدانها للأمن والاستقرار، وإلى دور فاعل ومؤثر للأمم المتحدة عبر تعزيز دورها في مواجهة هذا الخطر الداهم وحشد الطاقات لوقف الدعم الأمريكي والغربي لهذا الكيان ومطالبته بالانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة وعودة الحقوق كاملة غير منقوصة.
لقد أكدت بطولات المقاومة الفلسطينية وما يفعله أطفال وشبان ورجال فلسطين العربية اليوم من مقاومة أسطورية ضد قوات الاحتلال أن الشعوب المقاومة هي صاحبة الكلمة الفصل في مواجهة الاستعمار الجديد بكل أشكاله، وإذا كان لما يجري من أحداث في فلسطين اليوم من جدوى أو فائدة فإنها وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وأراضي عام ٤٨ هي المكسب الحقيقي الذي يقض مضاجع الاحتلال ويجهض مشاريعه القادمة.
لقد كانت سورية على الدوام مع فلسطين وهي لا تزال تدافع عن القضية الفلسطينية.. القضية المركزية الأولى لها، ويبقى شعبها جيشها متمسكاً بمواقفه المبدئية، وقد دفعت ثمناً باهظاً نتيجة لذلك، وقدمت التضحيات في مواجهة أقسى أنواع الحروب وأكثرها دموية وإرهاباً على مر التاريخ، وهي تواجه الإرهاب والحرب العالمية الظالمة التي شنت ضدها بهدف تخليها عن قضية فلسطين واستسلامها لإرادة الصهيوني ومخططه العنصري في المنطقة.
إن هذه المقاومة بكل أشكالها تعزز قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والتمسك بحقوقه وتوحيد الصف والموقف الفلسطيني كضرورة ملحة تتطلبها التطورات والأوضاع التي تشهدها المنطقة والعالم عموماً