الثورة أون لاين- دينا الحمد:
مع ذكرى نكبة فلسطين اليوم ينتفض الشعب الفلسطيني على امتداد خارطته التاريخية محطماً الحدود التي صنعها الصهاينة بين ما سموها أراضي 1948 وأراضي 1967، تتوحد إرادتهم وتدك صواريخهم المقاومة قلاع المستوطنات المحصنة بالقبة الحديدية التي طبَّل لها الصهاينة وزمروا كثيراً، وروجوا بأنها حامية لسماء كيانهم، وإذ بها تتهاوى أمام صواريخ المقاومين والمنتفضين.
مع ذكرى النكبة، وقبل أيام من مرورها، تنطلق انتفاضة أخرى شبيهة بانتفاضة الحجارة التي مرَّغت أنف الكيان الصهيوني ومن خلفه أميركا وأدواتها الحامية لهذا الكيان بالتراب، تتفجر بوجه المستوطنين وحكومتهم العنصرية فتسجل أنها انتفاضة ليست عادية بل استثنائية بزمن استثنائي، وتؤكد أنها انتفاضة راسخة ومستمرة وليست خاطفة أو عابرة، وأنها ستؤرخ لمحطة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وستؤسس لعودة حقوق الشعب الفلسطيني وإجبار الغزاة والمعتدين والداعمين لهم بالاعتراف بها مهما كلف الأمر من تضحيات.
وكما منحت حرب تشرين التحريرية الأمل بقرب أزوف اللحظة الموعودة التي يتم فيها طي صفحات النكبة والنكسة وتحرير الجولان العربي السوري المحتل وتحرير فلسطين من الاغتصاب الصهيوني، ستمنح انتفاضة المقاومة اليوم الأمل بتحرير الأرض وعودة الحقوق، وستؤسس لمرحلة جديدة لا تعترف بالاحتلال الصهيوني ولا بالضعف والهزيمة والهوان أمامه، ولا بتسلط قوى الهيمنة والعدوان والإرهاب الغربية على شعوبنا ومنطقتنا برمتها.
في ذكرى النكبة وبعد سبعة عقود ونيف عليها نجد أن نحو نصف الفلسطينيين مسجلون لدى وكالة الغوث الدولية «الأونروا» باعتبارهم لاجئين ويعيشون بنحو ستين مخيماً رئيسياً في المنطقة والعالم، ومعظمهم يتركزون في الأردن وسورية ولبنان وبقية الدول العربية.
ومع أن قرارات الأمم المتحدة وخصوصاً القرار 194 تدعو إلى حق العودة والتعويض معاً إلا أن الكيان الإسرائيلي ومن خلال المفاوضات الفارغة من أي مضمون حولت حق العودة إلى مشكلة معقدة وتحاول كل الأطراف الدولية العدوانية تأجيلها إلى ما يسمى المرحلة النهائية من المفاوضات مع أن المراحل الأولية لم تثمر عن عودة أبسط الحقوق الفلسطينية.
في ذكرى النكبة التي تعتبر رمزاً لتهجير الفلسطينيين الجماعي وطردهم القسري من أرضهم ووطنهم يكتب المقاومون اليوم فصلاً جديداً من فصول الحرية والنضال الذي سيطوي صفحة النكبة، ويحيون ذكراها وهم يلقنون الكيان الإسرائيلي الذي اغتصب أرضهم وشردهم في بقاع الأرض ومارس كل أشكال الظلم والقهر والعدوان والإرهاب بحقهم دروساً بليغة في البطولة والاستشهاد وتقديم الغالي والنفيس ليحرروا أرضهم ويعيدوا حقوقهم المغتصبة