ليس لأني مواطن سوري، ولا لأنني أعمل في مجال الإعلام، هذه مفردات من الحياة اليومية التي تجري في دمي، وكما أعتز بهذا الانتماء إلى وطن الخلود والمجد، يفعل ذلك كلّ سوري تجذر بهذه الأرض، بقي شامخاً كما جباله، بهياً كما ندى الربيع، وزهر الرمان، وشقائق النعمان، لوحة من إبداع فنان اسمه الشعب السوري، بل لأنني أرى هذا التاريخ من عشرة آلاف عام منتصباً أمامي، في الشارع، في البيت، وفي كل ساحة سورية.
سورية تقترب يوماً بعد الآخر إلى الاستحقاق الوطني، انتخاب رئيس للجمهورية العربية السورية يوم السادس والعشرين من هذا الشهر، في الطريق إلى هذا اليوم، ومنذ أمس كان المشهد الذي يجب على العالم المدعي أنه حارس الديمقراطيات أن يتابعه ويدقق في كلّ تفاصيله التي تعني ببساطة: ممارسة الديمقراطية الحقيقية، في طرح برامج العمل، ومخاطبة الجمهور، ليس من مكان قصي بعيد، بل من سورية، من الإعلام السوري، من منابرنا التي تحاور وتقدم، وتقف على قدم المساواة من المرشحين الثلاثة.
هي سورية التي لم تكن يوماً ما خارج الفعل الديمقراطي الذي ينبثق من صميم إرادة الشعب، وتجربة الجبهة الوطنية التقدمية كانت وما تزال ماثلة بكل ما قدمته، واليوم تزداد التجربة ثراءً وقوةً بصمود الشعب السوري، بتضحيات جيشنا، نرسم أفقاً جديداً يتجذر بتراب الوطن، يسمو للغد، سورية هي رسالة الفرح والوعد، سورية البوتقة التي أعادت سبك العالم، تكتب اليوم سفراً جديداً في سموها ورفعتها، وعلى العالم أن يقرأ الرسالة.
من نبض الحدث- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن