ثورة أون لاين-منهل إبراهيم:
تنتحر السياسية والعسكرة الأميركيّة وتنتحر معها الربيبة (إسرائيل) أيضاً عسكرياً واستراتيجياً في الأراضي التي تحتلها.. دخان المقاومة أصبح اليوم كثيفاً وأشد حرقاً وحريقاً من الماضي ويكاد يخنق جسد الكيان المثخن بصواريخ تجاوزت المدى المعقول لدى البيت الأوهن والفتى المدلل للعم سام في المنطقة.
وفي العموم وبالعودة إلى استراتيجية واشنطن تجاه العالم .. وخصوصاً منطقتنا العربية والصين وروسيا… نرى الإجراءات نفسها .. عدائية تجاه المعارضين لها وسعي نحو بوابة الانتحار الاستراتيجي بكل ما للكلمة من معنى دقيق سياسياً وعسكرياً.
أجواء الرئيس الأميركي جو بايدن تحترق سياسياً وحتى عسكرياً.. فالكيان المأزوم أصبح رهين حصار من يحاصرهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعندما تحترق النواة الصهيونية تصل رائحة الحريق سريعاً وتزكم الأنف الأميركي .. فرائحة الهزيمة ورائحة الخوف تصل سريعاً للأجواء الأميركية المفتوحة للعطاس الإسرائيلي والعويل الذي اشتد في زمن السقوط الكثيف للصواريخ على الرأس الصهيوني القبيح… الذي يوشك على السقوط .
لا أحد في المنطقة ولا حتى الصين وروسيا يبني آمالاً على رشد قد يدخل العقل الأميركي الصدأ بل كلّ ما يجول في ذلك العقل لا يطابق العقول الأخرى التي تريد ترتيب العالم على أساس عقلاني واستراتيجي حقيقي بعيداً عن أوهام التفرد.
بايدن يرسل الرسالة تلو الأخرى أنه لا يريد التفاعل مع الأقطاب الأخرى الفاعلة على الأرض بل يريد الاحتفاظ بأوهامه وأوهام أسلافه وزيادة المنافسة التناحرية التي ترمي إلى إضعاف الخصوم… وهذا سيقابل برد فعل مناسب لا يستهان به من معارضي سياسات أميركا في المنطقة والعالم.
واشنطن تنظر إلى العلاقات الدولية من بوابة ضيقة جداً مفصلة على مقاسها .. تريد فقط استعادة هيمنتها على العالم من خلالها… وهذا يزيد من توتير الأجواء وفرص الانزلاق نحو حروب متعددة الأشكال .. ولا ريب أنه سيكون في وجه الصلف الأميركي تكتلات تشكل سدوداً مانعة للفيضان والطغيان الأميركي الذي كلما زادت شدته يشكل مجالاً لحليفه الصهيوني ليطفو ويزيد من جرائمه في الأراضي المحتلة خصوصاً وفي المنطقة والعالم عموماً.
والفكرة الأخرى التي يجب ألّا تغفلها واشنطن هي عدم استعداد أي حليف لها لمواجهة أقطاب كبرى كالصين وروسيا لأن هذا يكاد يكون بمثابة انتحار سياسيي واستراتيجي.. ما يشير إلى أن واشنطن ستجبر في نهاية المطاف وحلفاءها أيضاً على القبول بعالم متعدد الأقطاب وزيادة فرص تجنب حروب باردة جديدة…وعلى أميركا أن تختصر على نفسها الطريق بدلاً من إطالته.