الثورة اون لاين – رنا بدري سلوم:
خرجنا من حربٍ أنهكت قوانا، ومع هذا بقيت بذرة الأمل قابعة في ذواتنا تتجذّر تحضّنا على الاستمرار والنضال والجهاد كي يتحقق حلم الحريّة الذي لا يدرك معناها إلا كل ذي صاحب مسؤولية وحق، ومن هذا المنطلق يؤكد شعبنا حقه في المشاركة بإدلاء صوته في الانتخابات الرئاسية لأننا نعتبرها منفذا من منافذ الحريّة والديمقراطية التي علمنا العالم أجمع معناها من خلال تقبل الآخر والحوار معه والتشاركية في رسم ملامح سورية التي تجمع أطياف المجتمع بتنوع مشاربه، بعد سنوات الذبح والتقطيع والتنكيل بعد سنوات زرعنا في أرضنا آلاف الشهداء الذين لولا تضحياتهم الجِسام لما كنا اليوم ننعم بالأمان ونشارك في العُرس الجماهيري الذي يستعد له الشعب السوري بأكمله، إلا اللاجئين السوريين في (ألمانيا وتركيا) قد حرموا من المشاركة بإدلاء أصواتهم، وإن دلّ على شيء هو كشف الوجه الحقيقي لدعاة الحرية والديمقراطية المزيفة.
لابد أن ننهض من أنفسنا، لأن بلدنا غنيّة بسواعدِ رجالها وعقول مفكريها، لنصبحَ أكثرَ قدّرة على تغيير الواقع والتكيّف مع الراهن منه”، هكذا عرفت الدكتورة في الفلسفة وعلم الاجتماع رشا شعبان الأمل الذي تأمله خيراً من الشباب السوري الذي أثبت وعلى مدى عشر سنوات أنه قادرٌ على بناءِ وطنٍ ما برحه، وهو اليوم أمل سورية المتجددة، نعيد معه إنتاج صياغة الفكر والصناعة والتجارة والزراعة، لأننا نؤمن بطاقات الشباب السواعد السمراء التي تنمو وتتجذر وتعمّر مستقبل سورية، نؤمن بالعقول المدبرة والمنفتحة على الآخر والأدمغة التي تخطط بإرادة جمعت أطياف المجتمع تحت مسمى نعم للأمل وكلنا نحو العمل، ختمت شعبان بالقول: إن مشاركتنا في الانتخابات الدستورية منفذ من منافذ الحرية والديمقراطية والنصر الإنساني إن صح القول، الحرية التي لا يعرفها إلا شعب أبيّ حافظ على سيادته وكرامته، رغم انكساراته النفسية من فقد وتهجير وفقر إلا أنه بقي منتصراً مؤمناً بإنسانيته أولا ً وأخيراً.
فيما أكدت مدربة التنمية البشرية والكاتبة مجدولين الجرماني أهمية الاستحقاق الرئاسي بتنفيذه في وقته المعهود دون تأجيل وهو دليل على محافظة سورية على هيبتها ومؤسساتها ودستورها، رغم الضغوط السياسية والحصار الاقتصادي عليها والتي هدفت تلك الضغوط إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية بهدف النيل من صمود الشعب السوري .
وأضافت الجرماني نرسل من خلال مشاركتنا في الاستحقاق الدستوري رسالة من شعبنا الأبيّ إلى العالم أجمع أن سورية دولة حرّة ومستقلة وذات سيادة وطنية ولا يمكن لأحد أن يصادر قرارها وأن يتحكّم بإرادة شعبها فالمشاركة في الانتخابات هو حق وواجب، حق لأن صوتنا يأتي في إطار نهوض سورية وإعادة إعمارها وواجب لأن الوطن لن يتحرر ويزدهر إلا بجهود أبنائه، وختمت بالقول: من حقنا في الانتخابات الرئاسية كشعب حرّ يمتلك الفكر والوعي أن يتقبل النقد الذاتي ويصحح المسارات الملتوية في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والصناعية وتحسين المستوى المعيشي بتسريع عجلة الإنتاجِ وزيادة الرقابة والوعي على مسؤولياتنا كي نبني معا يدا بيد هذا الوطن الذي يزهر ويسمو بسمؤولية مطلقة.