هو الصوت السوري يصدح من صندوق الانتخابات الرئاسية ليعلو على صوت الحرب وكل الثرثرات السياسية القادمة من عواصم الغرب وحناجر الحرية المستعارة ..ليكون في السادس والعشرين في دمشق الحوار السوري -السوري الأكبر والأرقى والأنقى، بعيداً عن أي شوائب خارجية يوم يتحاور السوريون داخل مجالهم الدستوري، وبعيداً عن محيط المصالح السياسية لأعداء سورية والذين بقوا حتى هذه اللحظات من عمر الحرب خاصة في أوروبا يقفون كالببغاء على الكتف الأميركي يرددون ما يسمعونه في البيت الأبيض لينشروه في أرجاء الإليزيه الفرنسي وفي أجواء لندن حيث الضباب السياسي قد أفقد بريطانيا معنى (المملكة) لتصبح في احتضانها التاريخي لحركات الإسلام السياسي المتطرف (إمارة) للنصرة والأخوان وداعش وكل من حمل حزاماً ناسفاً..
ثم يأتيك من يقول فرنسيا إنه لايعترف بالانتخابات السورية ويعطي التصريحات بعد أن أغمض عينيه عن مشهد الانتخابات بالسفارات وغيب محاكمته العقلية لحساب التعليقات المعلبة أميركياً عن ضرورة إجراء عملية انتخابية يشارك فيها الشعب السوري من الداخل والخارج، وكأن توافد المغتربين والمهجرين للانتخابات في الخارج لم يحرجهم خاصة أن بعضهم قد انقض على السوريين وحاول قطع الطريق الانتخابي عليهم ومصادرة حقهم وواجبهم الدستوري..
إذا فشلت كل المؤتمرات الدولية في تمثيل السوريين عبر وفود أو منصات فإن صندوق الانتخابات الرئاسية هو الأكثر دقة في تجسيد الإرادة الحقيقية للسوريين خاصة بعد عشر سنوات من الحرب لن يحابي من خاضها وعاش قسوة ظروفها أي إرادة غير إرادته وحقه بأن يفرض كلمته بعدما حاول الكثيرون من الغرب والشرق مصادرة حنجرته واستثمار عذابه ووجعه لمصلحة تمرير الصفقات السياسية إقليمياً ودولياً.
لهذا وأكثر قيل عن صوت السوري في صندوق الانتخاب بأنه رصاصة تحرير أخرى ومرحلة سورية منتظرة ويبدو أنها أكثر..فهي لحظة تحد توازي في مفاعيلها معركة سياسية أو حتى ميدانية فهي الكاشفة لوجه حقيقة كاملة ولزيف كذبة أشعلت حرب عشر سنوات بل هي بحد ذاتها أي هذه العملية الانتخابية اللبنة الأولى في إعادة إعمار سورية والتي حاول الغرب كثيراً تأخيرها أو تفتيتها، لكنها أقوى وأمتن وأعلى سمواً من الواقفين على برج إيفل في باريس يصيحون كالديكة على ركام تاريخهم الاستعماري…فعلى من تتلو فرنسا مزامير الشرعية والحريات!؟.
من نبض الحدث- كتبت عزة شتيوي