الملحق الثقافي:أحمد يونس *
ساعاتٌ وتبدأ الانتخابات الرئاسية في سوريّة، وقد ظنّ أعداء هذا البلدِ، ومن لفَّ لفيفهم، أنهم وبتشديد العقوبات ومحاربة الشعب العربيّ السوريّ بلقمةِ عيشه، سيتمكّنون من عرقلتها، وتحقيقِ المكاسب التي عجزوا عن تحقيقها عسكرياً.
تكمن أهمية هذه الانتخابات، بأنها تأتي في مرحلةٍ صعبة وحسّاسة في الوطن العربيّ بأكمله، وفي كونها تؤكّد على السيادة الوطنيّة واستقلال قرارها، رغم كلّ الضغوطات التي مورست على سورية، سواء العسكرية، أم الاقتصاديّة والإعلاميّة والسياسية.
إنها رسالة سورية للعالم أجمع، لا للإرهابِ وصانعيهِ وداعميهِ ومؤيّديه فحسب.. رسالة تقول: لا العقوبات الاقتصادية، ولا التضليل الإعلامي، ولا كلّ الضغوط التي مارستموها لإخضاعِ الشّعب السوريّ، بإمكانها أن تثنيه عن إبداءِ حقّه في السيادة، وفي الحياة العادلة والكريمة.. لا شأن لكم بنا، لا تتدخّلوا في شؤوننا.
أيضاً، هي تأكيد على تلاحمِ المواطن السوريّ مع وطنه وقيادته، رغم كلّ الآلام التي سبّبتها هذه الحرب الظالمة واللعينة، لسوريّة العربيّة الحبيبة.
هاهم السوريّون اليوم، يتوجهون في كلّ أنحاء العالم إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب رئيسهم الذي يثقون به وبقيادته، وهو استحقاقٌ أثار اهتمام الرأي العام العالميّ، وأكّد له أهميّة سوريّة وثقلها الحاسم في المنطقة، وأيضاً دورها المحوريّ والأساسيّ في استقرار المنطقة، وحماية الأمن القوميّ العربيّ، من أطماع المحتلّين وأصحاب الإمبراطوريات الزائلة.
نستطيع القول، إن ما يجري على أرضِ الواقعِ هو أقرب إلى استفتاءٍ ومبايعة شعبيّة شريفة، تبيّن بأن الشعب السوري عرفَ جيداً، كيف يعيدُ بناء حياته ومجتمعه، وهو إجماع كاملٍ يؤكّد قدرة وقوّة هذا الشعب، على تخطّي كلّ المعوقات التي سعت لإخضاعه وكسر كبريائه.
هو إصرارٌ على النهوض بسوريّة، والتقدّم بها إلى الأمام، فمثلما استطاع هذا الشعب أن ينتصر على أخطر مؤامرة استهدفت بلده، وشاركت فيها أكثر من ٩٠ دولة، استطاع بصبره وإرادته وثقته بقادته، امتلاك القرارِ السليم، الذي قلّ مثيله في تاريخ الأمم.
من نصرٍ لنصرٍ يا سوريّة.. من احتفاءٍ بدحرِ الإرهاب واقتلاع سمومه من كلّ بقعة في جسدك الشريف، إلى الاحتفاء بيومِ الاستحقاق الدستوريّ، وإدلاء الرأي الحرّ والصائب. إنه الاحتفاءُ بصمودكِ ومقاومتك ونصرك على الكيان الغاصب، وعلى آلة الحقد والغدرِ والتآمر والخيانة، والهمجية التدميرية التي لم ترحم، لا الإنسان ولا حتى الشجر والحجر..
*رئيس الاتحاد العام لطلبة الأردن
التاريخ: الثلاثاء25-5-2021
رقم العدد :1047