الملحق الثقافي: هفاف ميهوب :
وطنٌ يسطعُ النور منه، مبشّراً أن الحياة لا تدلهم ولا تخذله، و أن الأمل قنديل كلّ من ينتمي إليه، شرفاً يشرّف من اعتنق الظلامَ وجوداً يتقوقع فيه.. وطنٌ لا يُهزمُ مهما تآمر السفلة والحاقدين على وجوده، ولا يركع لأن مداه الكون، يفردُ على شاسعهِ أجنحة من نور، هو سرّ عليائه وصموده.
هكذا وطن، يستحيل أن يسمح للتقاعسِ أو اليأس أو الخمول، بأن ينالوا من إرادة وعزمِ أبنائه، ولا لأصواتِ الحرام والضلال، بأن تعلو على أبجديته، أو تدنّس الأنفاس النقيّة في فضائه.. لا ينصت إلا لصوتهِ عميق وعتيق اليقين، بأننا الشعّب الذي يعشقه، ولا عشق أعظم وأرحم، من عشقِ السوريّين.
نتباهى به فيتماهى فينا ويسود، سبحان من وهبه التفرّد بتخضيبِ الكونِ باسمهِ، سوريٌّ يسمو رايةً، هي مجدُ الحياة وكرامة الوجود والموجود.
وطننا يستحقّ أن نباركه، وأن نلتمس القيمة والمعنى من حضارته.. أن نحتشدَ قلباً وروحاً على حدودِ الوفاء له، وأن نبتهل بكلّ ما أوتينا من إيمان، بأن تبقى العافية معجزته.. يستحقّ أن نؤمن به ونصلّيه، مرتّلين آيات عشقه الأبدي: الحمدُ له جعلنا أبناء الحبّ والجمال والكرامة والفكر والانتصارات، فليرتدع كلّ غادرٍ وحاقدٍ وجَشعٍ، عن محاولة النيل من قدسية هذا الانتماء، عظيم الإرث والتضحيات…
بوركَ هذا الانتماء، وبورك وطن الحياة والأمل والضيّاء.. الوطنُ المرفوع وتضمّهُ همّة رجالٍ من غضب، وسواعد عمّاله وفلاحيه، ودمعة الأمومة المنهمرة وتفيض فيه، ولا عجب..
لا عجب أن نرى هؤلاء جميعاً، يتجمهرون غداً، يجمعهم قلب وطنٍ ينبض فيهم فرحاً.. لا عجب أن نراهم يتجمهرون احتفاءً بيوم الاستحقاق الدستوريّ. اليوم الذي ستعلن فيه أصواتهم التي سيسمعها كلّ العالم.
mayhoubh@gmail.com
التاريخ: الثلاثاء25-5-2021
رقم العدد :1047